الأقباط متحدون - ما يقلقني في مصر وأستراليا 2
أخر تحديث ٠٤:٤٧ | الثلاثاء ٢٩ اكتوبر ٢٠١٣ | بابه ١٧٣٠ ش١٩ | العدد ٣٢٩٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

ما يقلقني في مصر وأستراليا 2

بقلم : أنطوني ولسن / أستراليا
 
خواطر جمع خاطر . والخاطر هو ما يأتي على بال الأنسان ويقلقه من أحداث أو رؤيا لما يتمناه فيبدأ بالتفكير فيها . وهذا ما يحدث معي هذه الأيام فتتأرجح خواطري بين مصر بلد أجدادي وأستراليا بلد أحفادي . فكان مقالي السابق يعبر تعبيرا صادقا عن قلقي على مصر . ومقالي الأن يعبر تعبيرا صادقا عن قلقي على أستراليا . 
 
ثانيا : أستراليا ...
** عندما تقترب أستراليا من فصل الصيف يبدأ الخوف ، ويطلب الأنسان الستر مما هو آتٍ بسبب شدة الحرارة وما يترتب عليها من حرائق تلتهم كل ما أمامها من إنسان و حيوان و جماد . ينتشر دخان الحرائق ويستنشقه الناس وهم على بعد أميال من مكان الحرائق إذا كانت الرياح شديدة مما يزيد الطين بلة ويسيطر الخوف على السكان القريبين من موقع الحرائق  . فيتركون بيوتهم في كثير من الأحيان في عجلة من أمرهم خوفا من آذى النيران .
 
من الطبيعي تزداد مع التقدم طرق مكافحة الحرائق وأصبحت الطائرات تستخدم في نقل كميات هائلة من أقرب نبع مائي قريب من الحريق والتحليق فوق مكان الحرائق وتبدأ بإلقاء المياه وتعود لتأتي بمياه أخرى ، ويساعدها على الأرض رجال الأطفاء المتخصصون بعرباتهم المجهزة ، يشاركهم العمل رجال وسيدات متطوعين ومدربين على هذا العمل في مواجهة الحرائق وهذا في حد ذاته عمل عظيم من شعب يعرف قيمة التعاون والتضامن ومساعدة الغير الذي قد لا يعرفونه دون النظر إن كان الحريق قد شبّ بفعل فاعل أو من عوامل الطبيعة ، ولا من هم القوم المهددون من الحريق ولا لونهم ولا دياناتهم ولا خلفياتهم الجنسية . بل يهتمون بالحيوان الأعجم فيسرعون في إنقاذه ومن يصاب من هذه الحيوانات يعالجونه العلاج الأولي لحين نقل الحيوان إلى المستشفيات المتخصصة ، ودائما عربات الإسعاف تكون متواجدة مع عربات إطفاء الحرائق و سيارات الشرطة جنبا إلى جنب ،من الطبيعي من يعالج الحيوان .. لا ولن يهمل الأنسان .
 
على الرغم من كل هذا التقدم العلمي والعملي لجميع مناحي الحياة ، إلا أن الطبيعة مازالت لها اليد العليا والتغلب على الأنسان وما وصل إليه من تكنولوجيا وتقدم حضاري ، خاصة في مواجهة الطبيعة عندما تغضب وتصب جام غضبها على الأنسان والحيوان والجماد متخذة أشكالا مختلفة من زلازل وفيضانات وحرائق .
 
لكن رحمة الله فوق كل القدرات الطبيعية والتحكم فيها . لأن الله مازال غضبه لم يصل إلى ما وصل في سادوم وعمورة لعدم وجود العدد الذي ترجاه أبينا إبراهيم لأنقاذهم ، فلم يكن يوجد في سادوم وعمورة غير لوط وزوجته وإبنتيه الذين أمرهم ملاك الرب بمغادرة المكان . نعم مازال العدد من المؤمنين كافٍ في عين الرب لحماية العالم من الدمار وإرشاد حكامه إلى ما يجب أن يفعلوه للحد من إنتشار تلك الحرائق بهذه الطريقة المدمرة .يخطر في بالي أحيانا فكرة عملية للحد من هذه الحرائق التي تحدث خاصة عند قدوم فصل الصيف . المعروف عن أستراليا أنه بلد جاف لقلة الأمطار ومن الطبيعي لن يكون لديها أنهار بالمعنى المعروف في مصر مثلا ، لأنها جزيرة متكاملة ومحاطة بمياه المحيطات . وعلى هذا يحدث جفاف لأشجار الأحراش والغابات  فتكون عرضة للاحتراق ومع هبوب الرياح تنتشر النيران وتبدأ صعوبة التحكم فيها . أعتقد .. مجرد رأي لماذا لا نستفيد من هذه الأشجار ويتم قطع أجزاء منها واستخدامها في الصناعة الخشبة ويمكن تصدير كميات منها إلى العالم . أيضا وضع أشجار صغيرة مكان ما تم قطعه وهكذا يحدث تجديد في الأحراش والغابات مع تحديد الأماكن السكنية بمسافة كافية لسرعة إنقاذ أكبر عدد من البشر وغير البشر والمنازل من غدر النيران . لأن فاتورة التعويضات التي تدفعها شركات التأمين جد باهظة .
 
   يارب نرجوك أن ترشد المهتمين بهذا البلد المضياف كيفية السيطرة على خطر الحرائق . 
** إلى جانب الحرائق وما تسببه من خسائر للأنسان في الأرواح والمال في أستراليا ، نجد فيضانات من البشر التي تهل على أستراليا في شكل قوارب محملة بمهاجرين غير شرعيين وغير معروفي الهوية التي يحرقونها ويتخلصون منها عند وضع أقدامهم داخل المركب حتى تُجبر أستراليا على قبولهم .
هذه الهجرة غير الشرعية أصبحت تشكل خطرا ليس على البلاد التي تتوجه إليها تلك الهجرات . لكنها تشكل خطرا على المهاجرين أنفسهم لغرق أعداد كبيرة منهم قبل الوصول إلى بر الأمان . هذا من ناحية . ومن ناحية أخرى عدد سكان العالم في تزايد ملحوظ ولا يتناسب مع إنتاج الاحتياجات الضرورية للحياة . 
المشكلة بالنسبة لأستراليا تتلخص في استمرار هذه الأمواج البشرية في اللجوء غير الشرعي . من المفترض أن يستقبل الشعب الأسترالي هذه الجماعات  غير المعروفة هويتها والترحيب بهم وإطعامهم وإيجاد أماكن لإقامتهم والصرف عليهم وإلحاق أبنائهم بالمدارس وتعليمهم اللغة الانجليزية و..و.. إلخ من خدمات طبية وخلافه .
 
نعم الرأفة بالأنسان واجب ديني وقومي من الدرجة الأولى . لكن هناك مثل يقول " ما يحتاجه البيت يُحرم على الجامع " . والبيت على الرغم من كبر مساحته . لكنه غير صالح للمعيشة . ولجعله صالحا يحتاج إلى مجهودات بشرية وأموال ومصادر طبيعية مثل الماء وما شابه ذلك . نضيف على كل هذه المشاكل التي تسببها الهجرة غير القانونية ، أنها تسبب ضررا للمهاجرين الشرعيين والذين يمكن أن يساهموا في بناء الوطن وإزدهاره كما فعل المهاجرون الأسبقون منذ إكتشاف أستراليا حتى الأن .
 
المستفيد الوحيد هم تجار نقل المهاجرين بعد دفع كل تلك الأموال لهم ليصلوا بهم إلى الشواطيء الأسترالية وتركهم يواجهون مصيرهم .
نخلص إلى أن أستراليا أمامها طريق واحد هو مواجهة هذا المدّ غير الشرعي من البشر للوصول إلى شواطيء أستراليا بكل الطرق والوسائل بما فيها إعادتهم إلى المكان الذي حملتهم منه تلك القوارب أو السفن بالتعاون مع سلطات الدولة التي نزلوا بها .
 
أيضا . كانت الحكومات الأسترالية في أوائل القرن الماضي تسمح للمواطنين الذين يرسلون إلى ذويهم في البلاد الأم بعضا من المال لمساعدتهم على مواجهة الحياة . وكانت الحكومات الأسترالية تسمح لهم بإضافة تلك المعونات على المصاريف التي تقدم لمصلحة الضرائب التي تقوم بخصم الكثير من الضرائب التي يدفعونها وإعادتها لهم . ومن هنا لا حاجة لهجرة غير شرعية ويمكن مساعدة الأهل والأقارب ماديا دون أي تأثير سلبي على مستقبل أستراليا والشعب الأسترالي .
 
فهل سنجد في السيد توني آبوت رئيس الوزراء الفيدرالي المنتخب  الرجل الذي وعد أن ينفذ ما وعد به ؟ وأيضا هل يستطيع سيادته إلغاء ما سميّ بالتعدد الثقافي أو الحضاري " multiculturalism " ? كما فعلت هولندا هذا العام ؟ لأنه وبكل صراح لم يكن يوما لصالح الدول الغربية ، ولا أظن إنه يصلح لأستراليا . هذه ليست أول مرة أثير فيها هذا الموضوع . فهل تفيق أستراليا ؟
نأمل هذا . فأنا أخشى على ضياع أستراليا وطن أحفادي مثلما يخشى ذلك أيضا كل أسترالي .
 
** سأختم بالنسبة لأستراليا بفكرة طرأت على بالي فأضيفها إلى خواطري .
 
الفكرة تتلخص وتخص الجالية المصرية في سيدني ، لأن سدني تعتبر العاصمة الأكثر عددا سكانيا وبها عدد كبير من المصريين .
 
لاحظت إبان ردات الفعل من المصريين في أستراليا بالنسبة للأحداث التي واجهت مصر والشعب المصري بعد عزل الدكتور محمد مرسي ، تضامنا ونشاطا سياسيا وإجتماعيا بل وإنسانيا مما يفتخر به كل مصري . لقد شارك الشباب مع الكبار كما شاركت النسوة شابات كنّ أو أمهات مع الشباب والرجال في سيمفونية قل تواجدها منذ فترة طويلة وخاصة أنها كانت تضم عنصري الوطن مصر " مسيحي ومسلم " .
 
لم أستطع المشاركة بالطبع لظروفي الصحية . لكن كنت أتابع . ومن هنا بدأت أبحث عن حقيقة ما تحتاجه الجالية المصرية 
لتوصيل صوتهم إلى كل مسؤول في أستراليا وخارج أستراليا . فكان من الطبيعي أن أفكر في الأعلام فهو الصوت الصارخ في برية المتناقضات والزيف في الحقائق والتفتيت لشعوب منطقة الشرق الأوسط تحت مسمى الربيع العربي وياله من ربيع دم ونار وتشريد وخراب ودمار . 
 
شخصيات كثيرة اشتركت بكل ما لديها من حماس أعرفها أو لا أعرفها. وسط كل هذا الخضم الهائل والمشجع لم أجد من يحمل أرائهم وأفكارهم ليس فقط وقت الحدث ، لكن على مستوى دائم . وهذا لن يتأتى إلا بالإعلام . الأعلام المحرومة منه الجالية إن كان مقروءا أو مسموعا ومن الطبيعي المرئي . لا أنكر وجود إعلام مصري . لكنه مع الأسف لا يفي بما أتمناه من توسيع دائرة توصيل الخبر أو استقباله باللغتين العربية والانجليزية في شكل صحيفة مصرية تعمل من أجل المصريين والعرب في أستراليا .
 
 أمامي شخصيتان سأتحدث إليهما فيما بعد هما ما أضع رهاني عليهما. أحدهما أطلقت عليه " ناشط سياسي " والأخر " فقيه ديني " .  أتمنى أن يستمعا لي ويقتنعا باحتياجنا إلى إعلام مصري يشارك مع الأعلام العربي في أستراليا ويساهم في إيصال صوت ورأي المهاجر المصري في أستراليا .
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter