الأقباط متحدون - التونسيون ينتظرون ياسمين الإصلاح وعينهم على مصر
أخر تحديث ١٤:٠٢ | الثلاثاء ٢٩ اكتوبر ٢٠١٣ | بابه ١٧٣٠ ش١٩ | العدد ٣٢٩٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

التونسيون ينتظرون "ياسمين" الإصلاح وعينهم على مصر

تونس
تونس

 النفايات تتكوم والمصابيح معطلة والدولة مشلولة

افتتحت تونس درب "الربيع العربي"، لكنها تدفع ثمن ذلك شللًا في الدولة، وتكومًا في النفايات، ما يرشح شعورًا في عدم الرضى تونسي عام، خوفًا من الغرق في الفوضى.
 
بيروت: بدأت ثورة الياسمين في تونس لتشعل فتيل ثورات شعبية امتدت إلى دول عدة، معلنة بدء ما يتعارف عليه اليوم بالربيع العربي. لكن بعد خضات أمنية وسياسية عديدة، وخلع حكام ديكتاتوريين عن العروش العربية، استبدل الياسمين التونسي بالنفايات التي تتكوم على نواصي الشوارع، والحيوانات النافقة التي تلقى في العراء، في دليل واضح على الفوضى والانفلات في البلاد التي تحكمها سلطة سياسية هشة مطالبة بالرحيل من جديد.
 
الوضع مزرٍ
تتقاتل الأحزاب السياسية في تونس منذ شهور على دور الإسلام في الحياة العامة. وفي ظل هذا التناقض والخلاف، برزت مشكلة جديدة تضاف إلى معاناة البلاد، وهي تدهور الخدمات العامة التي يتأفف منها غاليبية التونسيين.
 
وبالرغم من أن قلة في البلاد يندمون على الإطاحة بالديكتاتور السابق زين العابدين بن علي، وأن البلاد لا تواجه توترًا شبيهًا بمصر، إلا أن التونسيين يشعرون بغضب هائل من الوضع المزري الذي وصلت إليه بلادهم. فإلى جانب البطالة والتناحرات الحزبية، يقلق التونسيون من تراجع الخدمات العامة، التي أدت إلى ملء الأحياء بالقمامة، وتعطل مصابيح الانارة العامة، وغيرها من المشاكل التي يخشون من أن تؤدي في نهاية المطاف إلى تبديد إمكانات الثورة.
 
وبعد رحيل بن علي، أطلق العنان لحرب ثقافية ما تزال مستعرة في تونس، مع المعارضة العلمانية التي تحاول طرد حزب النهضة الإسلامي الحاكم من خلال مظاهرات الشوارع ومناورات سياسية.  ومع ذلك، فإن الشغل التونسيين الشاغل هو الاقتصاد والخدمات الصحية وغيرها، وليس الاشتباكات بين الأحزاب السياسية حول دور الدين في الحياة العامة.
 
لتنازل النهضة
وتواجه الحكومة الإسلامية بقيادة حزب النهضة في تونس تواجه انتقادات عدة، ليس أقلها العجز عن إدارة البلاد. وبتشجيع من الحركات الشعبية التي أدت إلى عزل الرئيس المصري محمد مرسي وجماعة الإخوان، نظم التونسيون احتجاجات معارضة في تونس، آملين في إرغام حزب النهضة على التنازل عن السلطة.
 
بالنسبة إلى الاتحاد العام التونسي الذي يحاول المساعدة في التفاوض على انسحاب النهضة من الحكومة، فإن المشادات بشأن دور الدين مصدر إلهاء عن مشاكل أكثر إلحاحًا. واقترح الاتحاد خريطة طريق تحدد مواعيد صارمة لاختيار حكومة مؤقتة وانهاء الدستور والتحضير لانتخابات جديدة.
يقول سامي الطاهري، نائب الأمين العام للاتحاد: "لا يهمنا أن كان حزب النهضة إسلامي أم لا، فنحن ضد الحكومة لأنها أخذت البلاد نحو الخراب".
 
ويلوم التونسيون مجالس المدن، وأبعد من ذلك الحكومة، فسواء أكان الحكم إسلامي أم لا، فالأولوية بالنسبة إليهم هي شاحنات نظيفة تنقل النفايات بانتظام واختصاصيين لإصلاح عواميد الإنارة حتى يتمكنوا من القيادة بأمان ليلًا. فهل تعود تونس لتكون بلاد الياسمين والمهد الأول لثورات الربيع العربي، أم أنها في طريقها لتصبح دولة فاشلة أخرى تسودها الفوضى؟ الإجابة برسم الأسابيع القليلة المقبلة.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.