الأقباط متحدون - كلية الاقتصاد .. هل من وقفة ؟!
أخر تحديث ٠٣:٤٢ | الأحد ٢٣ فبراير ٢٠١٤ | أمشير ١٧٣٠ ش ١٦ | العدد ٣١٠٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

كلية الاقتصاد .. هل من وقفة ؟!

بقلم : مدحت بشاي
medhatbe@gmail.com

في فضيحة مدوية فجرها حوار بين أستاذ سياسة ، وكاتب صحفي شهير الخميس على هواء قناة التحرير ، قال أستاذ السياسة بجامعة قناة السويس أن واحدة من المبادرات المرفوضة للصلح ( وأعتقد أنه يقصد مبادرة الدكتور (حسن نافعة ) الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة.. قام الإخوان بكتابتها وتحديداً برعاية الست باكينام ( استاذة السياسة ) وزميلها سيف عبد الفتاح ، وتم عرضها على أستاذ ثالث بالكلية ذاتها ورفضها بإباء ، وهو الذي كشف المؤامرة للدكتور ضيف البرنامج .. ماذا يحدث داخل تلك الكلية ، ولماذا لايثور الأساتذة الشرفاء بتلك الكلية ض انتهاكات هؤلاء، وهم أصحاب أدوار رائعة ومشرفة!!
 
أنشئت كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ( جامعة القاهرة ) بموجب قرار رئيس الجمهورية العربية المتحدة رقم 91 لسنة 1959، ونصت لائحتها الأولى على أقسام الكلية العلمية الثلاثة: الاقتصاد، والإحصاء، والعلوم السياسية..
على مدى نصف قرن ويزيد قدمت تلك الكلية لمصر والعالم العربي ، بل والعالم ما يدعو للفخار والاعتزاز بدور تاريخي وعلمي ومعرفي لعبته في خدمة الوطن عبر تاريخها الطيب والمتميز والهام .. مراكز بحثية في مجال العلوم السياسية والاقتصادية داخل الكلية ، وأخرى خارج الكلية بإدارة خريجيها الأعلام .. سفراء ووزراء ورجال فكر وتنظير ، وأساتذة يساهمون في إنشاء كيانات أكاديمية جديدة في مجال تخصصات تلك الكلية في مصر وخارجها .. 
ولكن ، حدث في السنوات الأخيرة لحكم " مبارك " .. أنه قد تلاحظ دعم واضح من جانب مجموعة من أساتذة الكلية للحكومات المتعاقبة وسياساتها ، وحتى التي كانت محل معارضة شديدة من جانب الأحزاب والقوى السياسية المختلفة ، بل والترويج لفعاليات ومخططات الحزب الوطني ( أساتذة لهم مشوار يومي إلى برنامج " صباح الخير يامصر" الحكومي للمساهمة في بيع وتسويق لسياسات مالية واقتصادية للحكومة والحزب لوضع حد للجدل حولها بالموقف الأكاديمي المعملي الفذ الغير قابل للنقد من جانب الخبراء وأهل الممارسة الفعلية ــ أساتذة لوزارات الشباب والرياضة ــ ولا تاريخ لهم في مجال عمل تلك الوزارات ــ رئيس لهيئة ثقافية في تخصص لم يسبق للأكاديمي المعتبر الاشتباك الإيجابي بشكل أو أخرفي مجاله ، فيحترق مسرح في احتفالية مسرحية وتفقد مصر أكثر من 50 مبدع حرقاً في مأساة ما أبشعها ــ أساتذة أعضاء في الحزب الوطني ،بل وفي اللجنة الأهم " السياسات " وإدعاء أن نظام مبارك يحتاج إصلاح من الداخل ولدى رجال التنظير الأكاديمي الشفاء ، رغم أنهم الأدرى بشأن استحالة التغيير ، وأنهم يلعبون دور المحلل أو الذي ينثر السكر على مُعجنات عفنة !!!! )..
 
وبوصول جماعة الإخوان إلى سُدة الحكم ، كان لبعض أساتذة كلية الاقتصاد الأدوار الداعمة و المعينة  والمشاركة الأكثرغرابة وصعوبة على الإدراك والفهم ، فنظام مبارك وحزبه وحكومته وبرلمانه ( وما واجهه من اتهامات بالفساد والفشل وغياب الاستقلال الوطني ، وتضييع فرص توقف الحروب على مدى 30 سنة وما أطلق عليه "مبارك" حالة الاستقرار الزائفة في الذهاب للعمل بقوة إلى التنمية ومحاربة الفقر والجهل وتزايد حجم البطالة.. الخ ) .. إلا أن الحس الوطني والانتماء لتراب مصر وقيمها وتراثها وتاريخها وفنونها ورموزها وشموخ عدالتها ومؤسساتها الدينية العظيمة لم يتم التورط في مهاجمتها ، أو العبث بهويتها كما حكى تاريخ الإخوان ومن والاهم ولف لفهم عبر اكثر من 80 سنة ، وعليه فليس هناك ما كان يبرر دخول بلاط سلطان الإخوان والاستمرار في خدمته ولو لمدة يوم واحد بعد الشهر الأول الذي كشف "المعزول" وجماعته عن نواياهم بداية من محاولة رفض أداء القسم أمام المحكمة الدستورية العليا ، والعداء لمسيرة التحول الديمقراطي ، وقرارات الإفراج عن الإرهابيين ، ودعوة رموزهم الهاربين للعودة ، والحديث يطول حول الذهاب لإسقاط مؤسسات الدولة العتيدة ...
 
ثم كان الخروج الشعبي الوطني الثوري بالملايين ، وسقوط "الإخوان" ونظامهم ، ولكن يستمر وبحماس غريب بعض أساتذة الكلية ، والمبادرة بالانضمام إلى جوقة الهبل التي سفهت كلمة الجماهير ، وفي المقابل قبول كل الجرائم الإرهابية اليومية ، وأنهم فقط ثوار ضد الانقلاب .. ووقفة تحت مكتب رئيس الجامعة يرتدون وشاح "أساتذة ضد الانقلاب" ، وعندما كتبت وغيري ننتقد موقف الكلية ، كان رد العميدة مايفيد أنه لايوجد ما يدين هؤلاء .. فيكررون الوقفة أمام باب الكلية ومعهم طلاب " الإخوان " وأعوانهم ، وكأن الإرهاب ومجرميه كانوا في حاجة لتأييد أكاديمي من أم الجامعات المصرية  !!!.... وباتت الكلية الرائدة البيت الحنين لطلاب الإخوان ، فكان منهم جريمة إهانة الأستاذ الدكتور بطرس بطرس غالي الرمز البارز من خريجي وأساتذة الكلية ، والمصري الوحيد الذي تولى رئاسة المنظمة العالمية " الأمم المتحدة " ، ولم يتم التجديد له لمواقفه الصلبة لنصرة المواقف العادلة على عكس إرادة الإدارة الأمريكية .. ويرفع الطلاب شعاررابعة داخل الكلية .. ويبقى السؤال : هل تبني الإرهاب والدعوة إليه مجرد رأي ووجهة نظر في معهد علمي لتعليم السياسة أمر عادي ؟!!
 
أخيراً ، كان الخبر التالي "قال الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة "إن الجامعة حولت الدكتورة باكينام الشرقاوى للتحقيق، بسبب أحداث الشغب التى حدثت فى ندوة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، منذ شهرين تقريباً، لتأبين الدكتور عبدالملك عودة".وأضاف نصار،  أن هناك شكاوى جاءت تتهم الدكتورة باكينام أنها هى التى رتبت وتسببت فى تلك الأحداث، وما ترتب عليها، وأن التحقيق الذى يتم معها هو داخلى بالجامعة، وفى حالة ثبوت هذا الأمر سيحال الأمر للنيابة العامة.كما أكد نصار، أن الدكتور سيف عبدالفتاح، وعددًا آخر من الأساتذة محالون للتحقيق، فيما نشر بالجرائد بجمعهم فى العمل بجامعة القاهرة والعمل برئاسة الجمهورية دون إذن من جامعة القاهرة، قائلاً: "نحن لا نتستر على أحد، والعقوبات التى تنتظرهم تتدرج بداية من التنبيه وحتى الفصل"... من يحقق مع رئيس الجامعة ووزيره ورئيس حكومته حول ما  يحدث في جامعاتنا ليقف الشعب على حقيقة ما يحدث في جامعاتنا ؟ ... هوه الإرهاب وجهة نظر وحرية رأي .. ماذا تقدمون لطالب تلك الكلية ؟!

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter