بقلم : حنا حنا المحامى
رساله ألى المستشار عدلى منصور
من المعروف أن رجال الامن المصريين من أكفأ الرجال على وجه الارض. ومن المعروف أن أى جريمه ترتكب لا يمكن لمرتكب الجريمه مهما كانت مهارته يتمكن من أن يختفى إلى الابد أمام كفاءة رجال الامن المصريين.
وكذلك من المعروف أن رجال الامن المصريين –للاسف الشديد- يمكن أن يساهموا فى ارتكاب جريمه وطبعا لن يكون هناك من يكشف تلك الجريمه أو يعاقب فاعلها. كما حدث فى مقتل المستشار لطفالله وإنفجار كنيسة القديسين والامثله عديده لا تقع تحت حصر.
ولا شك أن حريمة الابراهيميه التى ذبح فيها أربعة مسيحيين هى من أبشع الجرائم التى يمكن أن يرتكبها إنسان أى إنسان مهما كانت هويته أو ديانته أو طبيعته. ولا شك أيضا أن رجال الامن يعرفون القاتل وأسباب القتل ولكن هيهات للاعلام أن يدرك الحقيقه أو يعرف سبب الجريمه أو دوافعها. ولكن كل ما يمكن معرفته أن الاربعه قد قتلوا ذبحا كما تنحر الشاه. ومن المعروف أنه يوجد فئه معينه تدعى الدين والتدين تباشر هذا العمل الاجرامى تحت ستار الدين. كما أنه من البادى أيضا أن مرتكبى الجريمه على صله قويه برجال الامن.
ولضيق المساحه سأقوم بسرد بعض الحقائق والوقائع وأعرضها فى النهايه على المستشار عدلى منصور رئيس الجمهوريه لانه لا يمكن أن يقبل ونحن فى مرحلة بناء الوطن فى تكاتف وتعاون وتضافر أن يسمح سيادته بمثل هذا الاجرام والتكتم عليه وإخفاء معالمه حتى يتمتع الجانى بثمار جريمته دون عقوبه أو جزاء وذلك بفبركة ضحيه لتلقينها بعض الاقوال التى تؤدى فى النهايه إلى براءته كما حدث فى جريمة الكشح حيث قتل العشرات وتم القبض على بعض الابرياء وفبركة الجريمه حتى يحصل المتهمون على البراءه. يحيا العدل.
وتتلخص الجريمه (لا أسبابها) فى أن أربعه مسيحيين يقطنون فى الابراهيميه فى مدينه الاسكندريه زوج وزوجه وابنه تبلغ من العمر 6 سنوات وشقيقة الزوج وهى سيده متزوجه ذهبت لزيارة شقيقها قبل يومين من عودته من شرم الشيخ حيث يعمل. ووجد الاربعه مذبوحين ذبح الشاه فى صباح ذات يوم. وقد تمت الجريمه بعد منتصف الليل أى قبل اكتشاف الجريمه بساعات.
والبادى أن الضحايا لهم أقارب فى سوريا فأمكن فبركة سبب الجريمه فأعلن الامن أن سببها هو أن الزوجه كانت تتكلم فى السياسه, وأنها كانت مواليه لبشار الاسد. إلا أن مدير نيابة باب شرق أعلن أن الجانى هو أحد أقارب المجنى عليهم وهو ريمون نجل الضيفه لانه مدمن مخدرات وهدد والدته إن لم تعطه مبلغا من المال كما أنه ضربها وسبها.وأضاف مدير النيابه أن الجانى اعترف بجريمته وأنه ارتكب الجريمه بمفرده. أى قتل أربعة أشخاص فى شقه بمفرده وتمكن الجانى أن يلوذ بالفرار بعد مقتل أربعه لم يقاوم واحد منهم حتى الوالد أو الكبار الثلاثه. ومن المعلوم أنه إذا قام شخص واحد بجريمة قتل ضد أربعة أشخاص لابد أن يكون ثمة مقاومه بل مقاومه شديده أو صراخ من النساء أو الصبيه التى تشاهد والدتها ووالدها ينحران نحر الشاه. على أى حال تلك كانت أقوال رئيس النيابه.
إلا أن مدير أمن الاسكندريه أعلن أن مرتكب المدبحه هو "خالد حسين هاشم" (43 سنه استرجى سيارات) وهو نجل الخادمه التى كانت تعمل بالمنزل وأنه بدا العمل بالمنزل بعد مرض والدته. وأنه كان على علاقه بالزوجه. كما استرسل البيان أن الزوجه طلبت من خالد قتل زوجها حتى يتزوجا على أن يكون القتل هو يوم عودته من شرم الشيخ. على أن يتزوجها "الخادم" بعد ذلك. فلما ذهب إليها الخادم بعد الساعه الثانيه عشر مساء وجد شقيقة الزوج فقام بذبحها. ثم حضر الزوج وتناول طعام العشاء ثم ذهب إلى النوم واستغرق فى النوم. فقام المتهم بذبحه بمساعدة الزوجه. وتسترسل القصه بأن الزوجه كانت قد رتبت مع عشيقها "الخادم" بانه سوف يقتل زوجها ثم يقوما بتقطيع جثة الزوج وتعبئتها فى أكياس ثم يتم توزيعها فى أنحاء المدينه. إلا أن الجانى خشى افتضاح أمره فقتل العشيقه (الزوجه) ولما وجد الطفل غارقا فى النوم قام بقتله أيضا.
وهنا نجد من العسير أن نسترسل فى المقال قبل تحليل هذا الكلام الذى لا نسيتسغه عقل ولا منطق.
الزوج يعمل بشرم الشيخ وهو يحضر إلى الاسكندريه فى أجازات فقط. فإذا افترضنا أن ثمة علاقه حنسيه غير مشروعه طبعا بين الزوجه والخادم. فالاقرب إلى المنطق أنها تقضى أجازة الزوج على فراش الزوجيه. وبعد سفره سيخلو لها الجو للانفراد بالعلاقه الآثمه بينها وبين الخادم. دون حاجه إلى ارتكاب حريمة قتل لا يقدم عليها إلا معتاد الاجرام. هذا بالاضافه إلى أن الزوج الذى يكافح بعيدا عن بيت الزوجيه من أحل حياه مريحه لزوجته وابنته لا يمكن للزوجه أن تقابل هذا الكفاح إلا بكل وفاء. وإذا سلمنا جدلا بأنها منحلة الخلق يمكن أن تسقط فى الزنا مرة على أكثر تقدير ولكن لا يمكن أن تقتل زوجها الذى يكافح من أجلها ومن أحل ابنتيهما.
إن التصوير الذى صورته القصه بأن الزوجه ستقوم مع عشيقها بتقطيع الجثث وتعبئتها فى أكياس ثم توزيعها على أرجاء المدينه, قول لا يمكن أي يفكر فيه ساذج أو شخص معتاد الاجرام. إنهما بهذا التصرف يعلنان عاجلا أو آجلا نبأ جريمتهما.
قتلت شقيقة الزوج. بعد ذلك حضر الزوج. لم يلاحظ أن شقيقته مقتوله أو أن أى شئ غير عادى فى البيت, فدخل ونام. لم يجامل زوجته بعد طول غياب. لم يبحث عن طفلته ليقبلها بعد الغياب. لم يتجول فى أنحاء الشقه بحثا عن زوجته ليقبلها ولو من باب المجامله. كل ما فعله أنه دخل ونام. لماذا حضر إذن إلى الاسكندريه؟ ولما دخل ونام توجه إليه الجانى وقتله ذبحا. نعم قتله ذبحا. أرجو أن تصدقونى لان هذا هو ما تقوله القصه.
ولكن مع كل هذه الجرائم التى ارتكبها الحانى فى سبيل معشوقته, خشى افتضاح أمره فقتل الزوجه أيضا. ولما لم يبق إلا الطفله فليس من العقل أو المنطق أن تظل على قيد الحياه. لا بد من القصه أن تكتمل لتطابق الواقع الاليم الكريه. لذلك دخل عليها الجانى وقتلها. أرجو ملاحظة أن تلك الجرائم المتتاليه قد تمت خشية افتضاح أمره.
ونرجو ملاحظة أن الجرائم الاربعه تمت بواسطة الذبح "الحلال".
ونرجو ملاحظة أن التاريخ يعيد نفسه. لقد قيض على عشرة متهمين فى قضية الكشح. وتم تلفيق الاتهام بصوره ساذجه فما كان من المحكمه إلا أن حكمت ببراءة المتهمين. وبالمثل لا شك أن المتهم الذى وقع عليه الاختيار سوف يحصل على البراءه. ولا شك أيضا أنه يعامل معامله كريمه معززا مكرما. وهذا أقل جزاء لانه يقوم بخدمه جليله لرجال الامن الاجلاء.
سيدى المستشار عدلى منصور رئيس الجمهوريه. إن ثورتى الشباب لم تنفجر إلا من أجل عودة القيم المصريه والعداله المصريه الاصيله. كيف يمكن لأى شخص على أرض مصر أو ينتمى إلى هذا الوطن الاصيل والغالى أن يقبل مثل هذه الجرائم لا أقول أنها ترتكب بواسطة الجناه بل بواسطة السلطه المناط بها حماية القانون والاشخاص وأرواحهم وأموالهم وأعراضهم.
سيدى المستشار: لن يداخلنى أدنى شك فى أنكم لن تقبلوا مثل هذا الهراء الذى يعبر عن جرائم حقيقيه بواسطة من يقال إنهم حماة الحريات والارواح والقيم المصريه الاصيله.
أرجو خالصا أن تعتنى سيادتكم بهذه المذبحه.
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام والاجلال.
حضرات الساده القراء: فاتنى أن أذكر فى مقالى الخاص بمذبحة الاسكندريه وقتل الاربعه أن من أوحى إلى بهذا المقال هو الدكتور سيتى شنوده. فوجب التنويه وأعتذر لنشر المقال بدون هذه العباره.