الأقباط متحدون - ما وراء التحرش
أخر تحديث ٠٥:٠٦ | الجمعة ٢١ مارس ٢٠١٤ | برمهات ١٧٣٠ ش ١٢ | العدد ٣١٣٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

ما وراء التحرش

ما وراء التحرش
ما وراء التحرش

بقلم : إبراهيم صالح

ظاهرة التحرش المنفرد والجماعى التى تشهدها مصر  فى شوارعها وجامعاتها وراءها شاب أو مراهق لم يفهم الجنس الآخر فى حياته كيف ينظر إليه ؟وكيف يتعمل معه ؟ بمعنى قريب أن الذكر فى مصر لا يفهم الأنثى سوى فهما واحد وهو أنها للجنس لقضاء مطلب حال وضروري فى النفس وهذا يقودنا إلى معنى آخر ألا وهو ان المجتمع المصري لا يزال مجتمع ذكورى يؤمن بحق الذكر المطلق على الأنثى فهو حق مكتسب وبصفة شرعية  بحكم العادة والتقليد وهذه هى الكارثة " العادة  والتقليد " تلك الأشياء العالقة بالنفس  والتى  تمثل الشر كله  وأنا من هنا ابدا كلامي فأقول بأن الموروث الثقافى المصري فى حاجة إلى غربلة  إلى إعادة فحص وتمحيص  فالقنابل الموقوتة فى هذا الموروث كثيرة وفتاكة لهاذ نرانا كل يوم نشهد بأعيننا كارثة مختلف عن الأخرى  مرة تحرش بدافع ملابس المرأة  العارية ومرة  اخرى قتل وعنف بدافع حماية الشرف والعرض والسبب   فى كل ذلك المرورث الثقافى الشعبى  ما أخذناه عن الوالدين والأقربين  ما ظنناه حقوق وهى حقوق ليست بحقوق حريات وهى ليست سوى إنتهاكات وتعدى  على حريات الآخرين  ولكى نصل إلى حل فى مسألة العادة والتقليد لابد ان نعترف بفسادهما معا وان  نعلن عن احتياجنا إلى فاعل حقيقى ولكن من هو الفاعل الحقيقى  القادر على التغيير  فى المجتمع  من جهة السائل فإنه والحق يقول  ليس لديه علم  بهذا الفاعل الحقيقى بالاسم وإن كان يعرفه بالوصف فهو كل شخص عنده الشجاعة فى نفسه لرفض أى عادة  يرى انها ضرر أكثر منها فائدة  هو أيضا كل شخص لديه المقدرة على مواجهة المجتمع بعاداته السلبية  مواجهته بوجه  حزين  عابس وليس بوجه  اراجوز  ساخر  يهوى التندر ليس إلا ولسان  حال لمبى متردد   يبحث عن الشهرة والمال على حساب الآخرين وإذا كنا اليوم قد رأينا شباب يتحرشون جماعيا بفتاة فى جامعة او على الكورنيش فغدا سوف   نرى مشهد يختلف عن ذلك   كما سوف نرى   كالعادة  فى كلتا الحالتين إستنفار من هذا  المواطن  الشريف ورفض من ذلك  الوطنى  الغيور سوف نرى المشهد الأول فى الشارع المصري المتصارع و الثانى على شاشات الفضائيات  المتزاحمة وكما هو الحال سينتهى الموقف من كل حالة بالرفض والشجب اما عن الفعل والفاعل الحقيقيين فلن نرى لهم اثر  نهاية  إما ان نقدر او لا نقدر  والامر  متروك لمن  يقدر  .


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter