بقلم : حافظ ألمان
ما أفصح اللص حين يحاضر بالأمانة وما أفصح الكاذب حين يحاضر بالصدق. لم أكن أتخيل أبدا أن ياتي اليوم الذي أنتقد فيه باسم يوسف، فكنت على الدوام أوأيده وأقف إلى جانبه وكتبت مقالا (باسم يوسف البداية والنهاية) دافعت فيه عنه حين تم ايقاف برنامجه بعد 30 يونيو، كنت أراه على الدوام أملا ومتنفسا ولحظة صدق نعيشها ولو لمرة في الأسبوع، ولكن للأسف كل هذه الأحلام تلاشت تماما ليحل محلها كابوس وخيبة أمل كبرى، فباسم يوسف الديمقراطي و المدافع عن حقوق الانسان والذي يحظى بدعم وتأييد وثقة الكثيرين،
ليس أكثر من لص، سرق مقالا من موقع أجنبي ونسبه الى نفسه ، وعندما انفضح أمره، برر ذلك بأنه وبسبب انشغاله و أعماله قد نسي كتابة إسم الموقع وإسم صاحب المقال ولكنه لم ينس أبدا أن يكتب اسمه في نهاية المقال، ما قام به باسم فاق كل تصور، وتجاوز بفعلته هذه كل من كان ينتقدهم ويشحذ الهمم ضدهم، ويضحكنا على أخطائهم وهفواتهم، فما قام به لم يكن هفوة ترغمنا على الضحك، بل كان فعلا مدروسا ومتعمدا تجاوز فيه حدود الأدب والأخلاق وبالأخص أخلاقيات الصحافة، وهو الذي أخذ الجائزة الدولية لحرية الصحافة لعام2013، فمن يكتب يعرف مامعنى أن يسرق شخص ما مجهوده الفكري وأن ينسبه لنفسه ،
ومن لا يكتب فما عليه سوى أن يتخيل أنه ذات مساء كتب مقالا أو قصيدة او أي شئ أخر وفي الصباح الباكر وهو يشرب فنجان القهوة ويقرأ الجريدة، يتفاجئ بأن ما كتبه بالأمس، قد سرقه شخص أخر ونسبه لنفسه، فماذا ستكون ردة فعله على هذا التصرف؟ باسم لم يكتف بالسرقة وحدها، بل كذب على جمهوره الذي يحبه ويثق به، هذا من ناحية ، أما من ناحية أخرى وهي الأخطر، تبنيه لأفكار الأخرين والترويج لها مستغلا إسمه الكبير وشعبيته الجارفة، فما يكتبه ليس من نتاجه وهو فقط يضع إسمه في نهاية المقال،
وهو بسرقته لمقال من موقع أجنبي يستخف بعقول العرب عموما والمصريين خصوصا، وقد وصل به الأمر الى أنه لم يعد يرى أحدا في العالم العربي يجيد الأنجليزية غيره، هو وحده العارف وغيره مجرد أميين لا يستحقون سوى السخرية والاستهزاء، هذه النظرة الإستعلائيةأدت به الى هذه السقطة الكارثية. باسم يوسف مدعي الأخلاق والغيرة على حرية الإعلام وتنقيته من المتسلقين والوصوليين، بحاجة اليوم الى من ينتقده ويضعه في مكانه الطبيعي، إنه أصبح منذ الآن شخص لا ثقة فيه ولا أمان له ،
ولا يمكن تصديقه، فهولص وكاذب ولا يحق لمن فيه هذه الخصال أن يناضل من أجل تنوير العقول وتحقيق العدالة. باسم الذي درس في الغرب ، لا بد وأنه يعرف تقاليده العلمية الرصينة وعواقب السرقات الفكرية،فعلى سبيل المثال ،في المانيا، ،حين اكتشفت السلطات ،أن وزيردفاعها نسخ في رسالة الدكتوراه فقرات دون الاشارة الى مصادر الإقتباس، سحبت شهادة الدكتوراه منه، وأجبرته على الإستقالة من منصبه، لم يشفع له منصبه الرفيع، ولم يستطع الدفاع عن نفسه فاعترف بذنبه واستقال. فماذا سيفعل الديمقراطي والناقد والثائر باسم يوسف؟ أرجو من باسم يوسف عدم سرقة مقالي هذا، بعد أن أصبح من أرباب السوابق