الأقباط متحدون - آه.. افتكرت.. القمح
أخر تحديث ٠٨:٣١ | الخميس ١ مايو ٢٠١٤ | برمودة ١٧٣٠ ش٢٣ | العدد ٣١٧٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

آه.. افتكرت.. القمح

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

علي سالم
ما زلت ألخص لك أحداث مسرحية «بير القمح». اكتشف عم حسين أول بئر للقمح في الصحراء، كميات القمح التي قام المصريون بتخزينها منذ آلاف السنين، تكفي الجيل الحالي من المصريين، وربما أجيالا قادمة. في الصباح الباكر تهجم على الموقع جيوش الموظفين بقيادة الدكتور واحد، الموظفون الذين جاءوا للعمل في موقع القماحات ليست لهم أسماء بل أرقام

الدكتور واحد من علماء الآثار، هنأ عم حسين على اكتشافه ثم أعرب له عن استيائه، لأن الدكتور في كتابه الأخير قال إن حكاية القماحات هذه لا وجود لها. على أي الأحوال، لم يعد هناك ما يفعله عم حسين في الموقع، لقد انتهت مهمته، لا يوجد مكان له في المشروع لأنه ليس موظف حكومة، وإذا كان لا بد من وجوده فلا بد أن يعمل طبقا لخبرته السابقة، لقد كان يعمل في بوفيه المتحف المصري، ولا بأس من أن يعمل مسؤولا عن بوفيه مشروع القماحات.

غير أن مساعده بسيوني، الطالب المنتسب في كلية التجارة، أصبح له رقم وعمل موظفا في المشروع ثم انتقل إلى القاهرة حرصا على مستقبله الذي يحتم وجوده بجوار الكلية، وظل متولي يعمل مساعدا لعم حسين في البوفيه، حدثت خلافات حادة بين الموظفين حول نتيجة دوري كرة القدم، انقسموا إلى فريقين متصارعين، أهلي وزمالك، وهو الأمر الذي أثار غضب الدكتور واحد وأفقده أعصابه ودفعه لأن يعلن موقفه وهو أنه يؤمن بأن الإسماعيلي هو الذي سيحصل على الدوري، ولم يكتفِ بذلك بل قدم استقالته وترك المشروع

فأرسلت القاهرة مسؤولا آخر هو الدكتور واحد أبو شرطة، بالطبع هو نفس الشخصية بعد إضافة شرطة إلى الرقم المعلق على صدره، وفي أول تصريح له بعد تسلمه العمل قال للموظفين إن رئيسهم السابق الدكتور واحد كان رجلا مغفلا لأنه رصهم على المكاتب بشكل خاطئ، ثم أجرى بينهم حركة تنقلات سريعة، 6 يقعد مكان 4.. 3 مكان 7.. خمسة مكان 2 وفي النهاية تكتشف أن كلا منهم يجلس في المكان الذي كان يحتله من قبل.. لم يحدث تغيير.

أول قرار اتخذه الدكتور واحد أبو شرطة هو إغلاق البوفيه وطرد عم حسين ومتولي، لأن الدقائق التي يضيعها الموظف في احتساء الشاي والقهوة، تشكل جريمة في حق الشعب المصري. حاول حسين أن يشرح له أنه أصل المشروع غير أنه رفض أن يستمع لكلمة واحدة، هكذا غادر عم حسين ومتولي المكان وهو المؤسسة العامة للقماحات.

يرسل المسؤولون في القاهرة خطابا يسألون فيه عن حجم الإنتاج مقدرا بالإردب، إنتاج إيه..؟ يسأل موظفيه عن حجم الإنتاج؟ فيردون عليه: إنتاج إيه..؟ هم أيضا لا يعرفون شيئا عن المشروع.. ويسألهم: أمال حضراتكم بتشتغلوا إيه؟.. أنا.. ماهيات.. مراسلات.. تنقلات.. إجازات.. اتضح أنهم جميعا آت.. آت.. ولكن لا أحد فيهم يعرف شيئا عن أصل المشروع.. حسنا، من كان أول شخص جاء إلى هذا المكان؟ كلنا جينا مع بعض في وقت واحد، وكان هنا عم حسين والجدع اللي اسمه متولي.. وراهم.. هاتوهم، يقبضون على الاثنين، ويقول متولي إن عم حسين كان يبحث عن القمح.. وإنه وجده فعلا... آه.. افتكرت.. القماحات.. القمح.
نقلآ عن الشرق الاوسط


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter