الأقباط متحدون - إيران تحيا بخوزستان1-4
  • ٠٤:١٠
  • السبت , ٢٩ سبتمبر ٢٠١٨
English version

إيران تحيا بخوزستان1-4

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٠٠: ١٠ ص +02:00 EET

السبت ٢٩ سبتمبر ٢٠١٨

 الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي
الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي
كتب: د. مينا ملاك عازر
عنوان المقال مأخوذ من قول قاله الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي، وخوزستان لمن لا يعلم، هي المنطقة المتعارف عليها بأنها الأهواز أو الأحواز وهي المنطقة الأكثر خصوبة من ناحية الأراضي الزراعية لمرور نهر كارون بها، والأكثر غنى بالثروات الطبيعية البترول والغاز، والأكثر أهمية استراتيجية لأنها   تتيح لمن يسيطر عليها السيطرة على الأقل على نصف الخليج العربي أو على شاطئه الشرقي، فلو سيطرت عليها إيران أصبح التنازع منطقياً بين أن يكون الخليج الفارسي أو الخليج العربي، ولو سيطرت عليه القبائل العربية كما كان الوضع عليه قائم قبل عام 1925، صار من حق العرب يسموه بالخليج العربي.
 
على كل حال، وبعيداً عن تسمية الخليج بالعربي أو الفارسي، فالمسألة رغم ما تبدو عليه من بساطة وعدم أهمية لكنها ذات بعد استراتيجي كبير وعميق لا شك فيه أبداً، فالمنطقة متنازع عليها حتى من قبل الميلاد بين الفرس والعرب، والتنازع هذا لم يجعل الفرس المسيطرين عليها أبداً، بل بقى سكان المنطقة تابعين عادةً وتقاليداً وفكراً ونسباً للقبائل العربية في شبه الجزيرة العربية بشهادة الرحالة الأجانب أنفسهم، برغم قبض الضرائب والجزية من قبل الفرس، وحتى بعد هذا بكثير، كان الصدام هائل بين الشيخ خزعل الذي أسس إمارة في هذه المنطقة، وكان متواطئ ومسنود من الإنجليز الذين باعوه بعد قيام الثورة البلشفية، واحتياج الغرب لإيجاد كيانات قوية كبيرة تكون كسد وحاجزة أمام المد الشيوعي السوفييتي للمنطقة، فتركوا المنطقة لرضا بهلوي الذي اعتقل الشيخ خزعل وسمه في إحدى قلاع طهران، ولم يتوقف الأمر عند هذا الأمر، بل استمرت الثورات الأهوازية في الاندلاع، واستمرت المنازعات الإقليمية بين العرب  والإيرانيين على هذا الإقليم ذو الأهمية التجارية والنفطية والغازية والمعدنية والزراعية، فهو كما قال خاتمي أنه إقليم تحيا به إيران، ومن ثمة فالعرب يدركون أهميته، وأهله يذكرون وقت أن كانوا مستقلين به، وفقد إيران لهذا الإقليم يكبدها خسائر هائلة، وقد يصب في مصلحة منافساتها السعودية بالذات التي من المؤكد أنها ولو لم تستطع مد نفوذها على الإقليم إلا أنه ما لا شك فيه سيكون الإقليم تابع لها إيديولوجياً، ناهيك أنه سيضيع الفرصة على الإيرانيين على فض مضاجع العرب والعالم كله بالسيطرة على خليج العرب ومضيق هرمز.
 
ولأن الخوض في مسائل تاريخية بعيدة حتى لو كانت تتعلق باتفاقيات العراق وإيران حول هذا الإقليم المتنازع عليه بينهما كاتفاقيتي 1939و 1975 التي تم إلغائهما أثناء الصراع العراقي الإيراني في ثمانينيات القرن المنصرم، مهم جداً إلا أن الأهم القفز لتاريخ أقرب وهو ثمانينيات القرن الفائت، حيث يذكر هيكل قصة هامة جداً علينا ذكرها والتمحيص والارتكاز عليها ليس في فهم ما يجري في المنطقة الآن فحسب، ولكن فهم ما كان يجري وأسرار لم تكن معلومة لكن هذا وغيره سيكون موعدنا معه المقال القادم - بإذن الله-  لذا علينا أن نتوقف هنا لنلتقي المقال القادم - بإذن الله- ليس فقط لعدم كفاية المساحة للمزيد، ولكن لأنه من المفضل إفساح المجال لذكر كيف كان الأهواز هائجاً وشوكة في ظهر إيران؟ وكيف ولماذا الهجوم الأخير ونتائجه على المنطقة؟
المختصر المفيد المنطقة على كف عفريت.