الأقباط متحدون - الفرصـة الذهبية الأخيـرة لدولة مدنية!
أخر تحديث ١٧:٢٤ | السبت ٢٦ مايو ٢٠١٢ | ١٨ بشنس ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٧٢ السنة السابعة
إغلاق تصغير

الفرصـة الذهبية الأخيـرة لدولة مدنية!

كتب- نبيل المقدس
مهما يحدث من عدم تحقيق أحلامنا... مهما يحصل من فرض علينا نظام معين... مهما تأتي لنا الرياح بما لا نشتهيه... مهما وصل حال مجتمعنا إلى حال ليس هو من سماتنا... مهما كانت نوعية النظام الذي سوف يأتينا عن طريق انتخابات صناديق نزيهة أو عن طريق توزيع أكياس هدية للست أم نزيهة, بالإضافة إلى أننا سوف نصبح عرايا بدون دستور كامل صحيح لا يشوبه أي ترقيع، لكي نتخذه مرجعية لنبني عليه مستقبل أبنائنا.. ومع كل هذا, علينا أن نروض أنفسنا على ما سوف يكون موجودًا. أي علينا أن نعيش على ما هو كائن، ولنا أعظم مثال ذكره الكتاب المقدس، بالإضافة إلى حقيقة ما يسجله التاريخ، وهو: ما حدث لبني "إسرائيل"، وكيفية معيشتهم على "المَنْ" النازل لهم من السماء أثناء ارتحالهم من أرض سيناء إلى أرض كنعان.

فقد كتبت في مقال سابق لا أتذكره، أن معنى كلمة "المًنْ" هو "ما هو موجود أو كائن"، أي أن الشعب الإسرائيلي عاش على مدار أربعين سنة في البرية على "ما هو كائن", بالرغم أنهم كرهوا "المًنْ"، واعتبروه الغذاء اليومي المُمِلْ، لكنه بقي معهم حتى وصلوا إلى الأرض الموعودة. كذلك ربما أنا وأنتم نتعب مما هو كائن الآن, وما هو "سوف يكون كائنًا"، خصوصًا بعد الانتهاء من انتخابات الرئاسة, ويكتمل شكل الدولة سياسيًا.. إما أن تصبح دينية, وإما أن تصير مدنية.

لكن السؤال هنا: هل فعلاً نستسلم إلى "المَنْ" الذي ينتظرنا مهما كان شكل هذا "المَنْ"؟؟؟ أتصور أن هناك فرق بيننا وبين الإسرائليين، مما جعلهم يتحملون هذا "المَنْ"، أولها كان يضمهم كيان واحد، وثانيها كان لهم قيادة تجمعهم كلهم في بوتقة واحدة، وثالثها هو وجود هدف واضح وصريح، وهو البحث عن المستقبل الموعود من الله.. اختلاف واسع وعميق بيننا وبينهم.. وأنا هنا لا أتكلم من الوجهة الدينية لليهود، بل من وجهة وكستنا نحن مجموعة الليبراليين، التي لاتزال تبحث عن كيفية إبعاد "مصر" من النظام المتأسلم، والذي ليس له أي علاقة بالإسلام الذي تربى عليه إخوتنا المسلمون, ولا هو الإسلام الذي تعودنا نحن المسيحيين أن نراه في تصرفات وعيون إخوتنا المسلمين طيلة بداية عصر النهضة.

إن كنا نستسلم للمَنْ الذي يعطيه لنا الهإ.. فهذا يدعونا أن نعمل بجد قبل سقوط "المًنْ" علينا، والباقي علي الله. لذلك، أنا أناشد بعد الانتهاء من ظهور النتائج الأخيرة للانتخابات الرئاسية، أن تتوحد جميع أطياف "مصر" التي لا تميل إلى الإسلام المتأسلم في كلمة واحدة، وأن لا تتفرق هذه الطوائف أو يستسلمون ولا يذهبون إلى صندوق الانتخابات.. بل بالعكس، علينا أن نحمد الله لأنه أعطانا هذه الفرصــة الذهبيــــة, وعلى ما أعتقد، أنها سوف تكون الفرصة الأخيرة لعدة سنوات قادمة..

علينا كطوائف مصرية- مسلمون معتدلون، ومسيحيون، واشتراكيون، ورأسماليون، وجمهوريون، وفلوليون من النظام القديم، وشباب، وشابات، ونساء، ورجال، أن نتخلى عن التعصبات, والتوجه إلى هذا المنافس الذي سوف يصارع ويعارك التيار المتأسلم..

علينا أن ندرك أن الرب أنزل علينا هذا "المَنْ" لكي نؤازره ونعضده, ولا نتذمر منه أو نمل منه.. بل تاركين حبنا وانجذابنا إلى كل المنافسين الذين لم يكتب الله لهم نصيب في أن يكون هو المنافس الأخير، ونركز أعيننا عليه، وخصوصًا أن جميع البرامج للذين لم تأت لهم فرصة الإعادة متشابهة ومتماثلة؛ لأن الفكر واحد وإن اختلفنا فقط في المسميات، أو كيفية التنفيذ.

مصلحتنا فقط هي إعادة الحياة لـ"مصر".. وطالما هبت "مصر" فهذا يؤدي إلى المعيشة المتقدمة لكل المصريين، حتى لهؤلاء ذوي التوجهات المتأسلمة... "مصر" سماتها وسمات شعبها الحرية والطهارة والتدين... "مصر" صاحبة "ضحك ولعب وجد وحب".. أربعة كلمات تصف من هو الإنسان المصري.. فهو الإنسان الذي لا يستطيع أن يستغني عن أية واحدة منهن؛ لأنها صفات موروثة من أجداده.. نحن شعب قدير وعظيم لا نستحق أن نكون تحت قبضة وحكم ديني.. فنحن لا نحتاج إلى تعليم أدياننا.. لأننا شعب في الأصل وسوف يظل رائد وحافظ الديانات من العبث والضياع.

أتمنى أن نعمل من الآن، وتتفق جميع الطوائف والملل المصرية بحب وشغف على هذا الفارس الذي يسعى لتحقيق أن تصيــــــــر مصـر مدنيـة!!.

الرب وحده يحفظ "مصر" ويحفظ شعبها الطيب، والذي يستحق أن يكون من بين عظماء الشعوب الأخرى المتقدمة!. 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter