في العشرين من أغسطس 1941ولد سلوبودان ميلوسيفيتش ببلدة بوزاريفاتش قرب العاصمة بلجراد لأسرة مفككة وذكريات طفولة سيئة، فقد انتحر عمّه بإطلاق النار على نفسه، أما أبوه فقد ترك الأسرة عقب الحرب العالمية الثانية وانتحر أيضا في 1962، وكذلك فعلت أمه الشيوعية بعد عشر سنوات من رحيلِ زوجها الذي انفصل عنها، وقد جاء سلوبودان ميلوسيفيتش رئيسا لصربيا ويوغوسلافيا من الفترة بين 1989 و1997، وكان قد لعب دورًا كبيرًا في تفكيك يوغوسلافيا في 1991 فانفصلت سلوفينيا وكرواتيا ومقدونيا إلا أنه قاوم انفصال كرواتيا ثم البوسنة والهرسك في 1992،
بعد أن أعلن الشعب البوسنى استقلالَه عبر استفتاء شعبى واستمرَّت الحرب حتى 1995 حيث تمَّ التوقيع على اتفاقية دايتون في سويسرا برعاية أمريكية منهيًا بذلك مشروع صربيا الكبرى،وفى 1998م أعمل آلته العسكرية ضد المسلمين في إقليم كوسوفا المسلم ذى الحكم الذاتى، ولم يوقف حربه القذرة هذه ضد المدنيين العزل إلا بعد ضربات حلف شمال الأطلنطى «الناتو» على يوغوسلافيا والقوات الحكومية في الإقليم فتخلَّى عن أطماعه في كوسوفا،
وفى أواخر 2000 اندلعت مظاهرات عارمة ضده عقب قيامه بتزوير الانتخابات الرئاسية لصالحه في عام 2000 وفشل في إجهاض هذه المظاهرات مما اضطره للاستقالة، وعقب الإطاحة به ألقت الشرطة اليوغسلافية القبض عليه «زي النهارده» في 1 أبريل 2001 وتم تقديمه للمحاكمة في نفس العام، بسبب ما ارتكبه من جرائم حرب في حرب البلقان في التسعينيات ومن بينها مذبحة سيربرنيتسا في 1995 والتى راح ضحيتها ثمانية آلاف من مسلمى البوسنة، وتم تسليمه للمحاكمة أمام محكمة شكلتها الأمم المتحدة، وكان قيد الاعتقال في السجن بمدينة لاهاى الهولندية، وأثناء محاكمته مكث سنوات متنقلاً بين السجن والمحكمة والمستشفى،وكان في كل جلسة من جلسات المحاكمة يسخر من قضاته ولا يعترف بشرعية المحكمة،بل ويرفض توكيل محام عنه، إلى أن عثر عليه ميتا في 11 مارس 2006 في محبسه في لاهاى، وكانت المحكمة الدولية قد رفضت طلبًا منه للإفراج المشروط عنه للعلاج في روسيا حيث كان ميلوسيفيتش يعانى من مشاكلَ في القلب لكن طلبه قوبل بالرفض بعدأن ألمح ممثل الادعاء إلى أن زوجته وابنه يعيشان في العاصمة الروسية موسكو.