مستشار الرئيس للصحة النفسية يوضح ما يحدث للدماغ من تغيرات أثناء النوم

يعتقد بعض الناس أن النوم حالة من الوفاة، أو الانعدام أو السلبية، ولكن الحقيقة غير ذلك، فهناك أنشطة عديدة تحدث أثناء النوم، مثل استمرار حركات الجسم وتقلباته، وزيادة مجرى الدم في المخ أثناء النوم عنه أثناء اليقظة، ونشاط الجهاز «الباراسمبثاواي» في الجهاز العصبي اللاإرادي، وليس غريبا أن بعض المشاكل الفكرية والانفعالية نجد لها حلا أثناء النوم، كما أن أكثر الاضطرابات النفسية انتشارا هي اضطرابات النوم فقد وجد أن 30% من مجموع أي شعب يعانون من اضطرابات في النوم من من الأرق إلى كثرة النوم إلى الفزع الليلي إلى الكوابيس إلى الجوال الليلي.
 
وحسب الدكتور أحمد عكاشة مستشار الرئيس السيسي للصحة النفسية في كتابه «الطريق إلى السعادة»، الصادر عن دار «الكرمة»: «النوم له أنواع عديدة في الصحة والمرض وقد يكون منعشا مستمرا، أو على النقيض يكون متقطعا ومجهدا، قد يكون خاليا من الأحلام».
 
وأضاف: «أثبت العلم الحديث أن النوم ليس نوعا واحدا كما نعتقد، فهو على الأقل نوعان مختلفان، الأول منهما يسمى بالنوم الكلاسيكي أو النوم السوي، وخلال هذا النوم لا تتحرك العين بسرعة، وعادة تكون أجهزة الجسم في حالة هدوء فتقل حركة التنفس وضربات القلب وضغط الدم وإفرازات المعدة، أما النوع الثاني فيسمى النوم الحالم، وخلال هذا النوم تتحرك العين بسرعة وتحدث أثناءه الأحلام كما تحدث في الجسم عدة أنواع من النشاط، فحركة التنفس تزداد وكذلك سرعته، ازدياد ضغط الدم، زيادة إفراز المعدة، وكذلك طرد الذاكرة غير المهمة التي تتراكم في المخ أثناء النهار، كما تحدث زيادة في كمية الدماء التي تصل إلى الأوعية الدموية للأعضاء التناسلية، مما يؤدى إلى حدوث الأحلام الجنسية.
 
وأوضح عكاشة: «يتعاقب النوعان في دورات ثابتة لكل شخص، فيحدث النوم الحالم مرة كل تسعين دقيقة، ويستمر عشرين دقيقة في كل مرة، ويقضي النائم بذلك حوالي 25% من فترة النوم في هذا النوع من النوم الحالم، أما النوع الأول فهو يحدث في أول الليل بكثرة بينما تطول فترات النوع الثاني في آخر الليل، وقد لوحظ أن الإنسان يستطيع أن يقلل أو يزيد من النوع الأول في حدود كبيرة دون أثر يذكر، أما النوع الثاني فإن كميته دائما ثابتة، ولو أن هناك بعض الأدوية تقلله جدًا».