كتب – روماني صبري
وجه الأنبا نيقولا أنطونيو، المتحدث الإعلامي لكنيسة الروم الأرثوذكس في مصر وسائر إفريقيا، رسالة رعوية جديدة، جاء فيها :
في خدمة القُدسات السابق تقديسها (البروجيازميني) التي تُقام من الإثنين إلى الجمعة من أسابيع الصوم الكبير، يُغطّي الكاهن رأسه ووجهه عندما ينقل القُدُسات.
ذلك لأن الكاهن في دورة القرابين يحمل بيد الصينية الموضوع عليها "الجسد المتحد بالدم الذي تمّ تقديسه في قداس إلهي سابق". وباليد الأخرى الكأس التي تحوي النبيذ.
بهذا العمل من الكاهن (تغطية رأسه ووجهه) هو يتشبه بموسى الذي غطّى وجهه رهبةً من الحضرة الإلهية عندما تجلّي الرب له في العُلّيقة المُشتعلة (خروج 6:3). كما يتشبة بإيليا النبيّ الذي غطّى وجهه رهبةً من الحضرة الإلهية عندما تجلّي الرب له على جبل حوريب (1ملوك 13:19).
كما أن هذا العمل من الكاهن يُشير رمزياً إلى ملائكة السيرافيم ذوات الستّة الأجنحة الذين رآهم أشعيا النبي في رؤياه في الهيكل وهم يُغطّون وجوههم باثنين من تلك الأجنحة الستّة أمام السيد الجالساً على كرسيٍّ عالٍ ومرتفع مهابةً من جلال الحضرة الإلهية (اشعيا 4-2:6).
هكذا فإن الكاهن بتغطية وجهه وهو يحمل القدسات الإلهية الحاضرة في يديه يُماثل السيرافيم، ذلك مهابة وتوقيراً وإجلالاً لحضور الرب ومجده العظيم في هذا السرّ الإلهي المقدس.