الأحد ١١ نوفمبر ٢٠١٢ -
١٠:
١٠ ص +02:00 EET
بقلم: مجدي جورج
كان احمد فتحي سرور أستاذ القانون بجامعة القاهرة ووزير التعليم ورئيس مجلس الشعب لعدة سنوات قبل الثورة يوصف بانه ترزي القوانين وكان كلما احتاج نظام مبارك شئ أوعز الي رجاله في مجلس الشعب بقيادة المرحوم كمال الشاذلي وبالتنسيق مع رئيس المجلس د. فتحي سرور لإخراج هذا الأمر في صورة قانون ، وكان كله بالقانون .
ورغم أننا كنا ناقمين كل النقمة ومعترضين كل الاعتراض علي مجلس الشعب وعلي رئيسه فتحي سرور وكنا نصفه بانه ترزي القوانين الأول في مصر إلا ان الرجل كان يتميز بالإضافة الي دماثة الخلق وخفة الدم المشهور بهما كان يتميز أيضاً بانه غير فظ ولبق وكان دائما بادي السرور والحبور .
وحتي في آخر مشهد رايناه له قبل الثورة بعدة ايام وأثناء زيارته هو وصفوت الشريف للكاتدرائية المرقسية لتهنئه قداسة البابا شنودة نيح الله نفسه بعيد الميلاد المجيد وذلك بعد حادثة القديسين وفؤجي الرجل بكمية الغضب الموجودة عند كل المتواجدين يومها وتلعثم الرجل وحاول اللف والدوران لتفادي الهجوم عليه وعلي نظام مبارك ولكنه أبدا لم يتعامل بفظاظة او جليطة وغرور مع احد .
تذكرت كل هذا في هذه الأيام التي يكتب فيها دستور مصر الجديدة ، مصر مابعد الطغيان ، مصر الثورة ،.
مصر التي من المفروض انها لجميع مواطنيها والمفروض ان يكون دستورها متماهي مع كل ماسبق فالدستور كما نعرف هو العقد الاجتماعي بين الحاكم والمحكوم وهو أبو القوانين فان صلح حاله صلحت جميع القوانين المستمدة منه وان فسد فسدت جميعها .
ولكن ما حدث في بلادنا هو عكس ذلك تماماً فبدلا من وضع مسالة كتابة الدستور في ايد خبراء أمناء لا يهمهم إلا مصلحة الوطن فؤجنا بان هذه العملية أسندت الي جمعية تأسيسية مشكوك فيها وفي تمثيلها لعامة الشعب . جمعية حلت سابقا بأمر قضائي ومن المحتمل ان تحل للمرة الثانية .
جمعية هناك عشرين عضو منها تم تعيينهم بامر من رئاسة الجمهورية في مناصب تنفيذية بما يعد اخلال بمهام تمثيلهم في اللجنة التاسيسية وبما يؤثر علي نزاهتهم وحيدتهم .فمسالة كتابة الدستور وضعت في يد جمعية تأسيسية كونت بطريقة خاطئة بحيث سيطر عليها لون واحد وتيار واحد ورأسها مستشار كنا نظن فعلا انه من القوي الوطنية التي تحرص علي مصلحة الوطن ومصلحة جميع المواطنين بصرف النظر عن عقديتهم او اتجاههم ولكننا فؤجنا به لا يعمل إلا علي أرضاء تيار واحد واتجاه واحد .
فالمستشار الغرياني ولا اعرف إذا كان اسمه مستمد من الغرور الذي يتميز به والذي رايته عند حديثه عن انسحاب ممثلة النوبة النائبة الجرئية د. منال الطيبي من التأسيسية فقد رأيت فيه رجلا مغرورا فظا لا يستطيع كظم غيظه وكال الاتهامات للسيدة المنسحبة من التأسيسية بطريقة استفزت كل من تابع هذا الموقف .
وربما يكون اسم الغرياني مستمد أساسا من التغرير فقد خدعنا الرجل وغرر بنا عندما ظننا انه فعلا رجل محسوب علي الحركة الوطنية التي وقفت في وجه مبارك ولكن الآن وبعد زوال حكم مبارك وبعد ان اصبح اللعب علي المكشوف اكتشفنا ان سيادة المستشار الغرياني او المغرر او المغرور ( كلها مشتقة من الاسم ) لا يهمه حركة وطنية ولا وطن وان كل همه مصلحة جماعة دينية لا يهمها إلا مصالحها ولو علي جثة هذا الوطن
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع