الأقباط متحدون - كلمة السر
أخر تحديث ٠٤:١٣ | الثلاثاء ٢٦ مارس ٢٠١٣ | ١٧برمهات ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٧٧ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

كلمة السر

مينا ملاك عازر

عزيزي القارئ، أرجوك تمهل، فأنا لا أحدثك عن تغيير الجيش المصري كلمة السر الخاصة بكل كتائبه كثيراً وبشكل منتظم، خاصةً في حالة تسليم الورديات خوفاً من أن يتنكر رجال الجناح العسكري من جماعة الإخوان المسلمين في زي رجال الجيش المصري، ويقومون بمجازر أو مذابح للمدنيين المصريين أو يسهلون في تهريب السلاح أو ما إلى ذلك، وطبعاً قيام رجال الإخوان وجناحهم العسكري "حماس" بذلك سيكون باستخدام تلك الأقمشة المهربة لتلبيس الأطفال الملابس العسكرية في أيام العيد، كما يكذبون ويدعون ذلك، المهم أنا لا أحدثكم عن كلمة السر هذه، وإنما أحدثك عن كلمة السر التي يطلقها الرئيس مرسي في خطاباته.

نعم الرئيس مرسي يطلق كلمات سر في خطاباته لا يفهمها إلا رجال الإخوان المسلمين الذين يتفردون بقدراتهم على أن يسمعوا تلك الخطابات ليعرفوا ماذا يكلفهم به مكتب الإرشاد؟ حضرتك حاتقول لي طب ما يبلغهم به مكتب الإرشاد مباشرةً، سأقول لك لا طبعاً هذا مبدئياً مكلف لهم، كما أنه قد يُرصد فيتورط مكتب الإرشاد في تلك الجرائم التي يقوم بها رجاله كحصار مدينة الإنتاج والمحكمة الدستورية العليا، ولو راجعت خطابات الدكتور مرسي قبل كل الأحداث الكارثية التي حاقت ببلدنا ستجد بها تلك التلميحات التي سرعان ما ينفذها قطيع الإخوان أو من ينوبون عنهم كقطيع حازم أبو إسماعيل أو غيره.|

وفي بعض الأحيان ينوب عن الرئيس- ومن غير قصد منهم- البعض في توجيه كلمة السر كما حدث في حالة ما قاله المستشار مكي -حين كان نائب للرئيس- قبل أحداث الاتحادية، فكلنا نذكر كيف هدد نائب الرئيس وفي نفس الوقت بدأ القطعان الموجهة تنفذ تهديده حيال القلة المعتصمة أمام الاتحادية، وحضرتك ستجد الكثير من الأحداث والخطابات التي تستطيع منها الوصول لنقاط تستطيع أن تفهمها على أنها كلمات السر، وما يؤسفني حقاً أن يتحول منصب رئيس جمهورية مصر من منصب له قيمته وقامته لمنصب يقوم به رجل ليمرر القرارات للإخوان في كل مكان.

والآن، والرئيس يخشى أن ينفذ القانون، ربما لأنه يشعر بأن القانون جائر أو لأنه يعلم أنه إن طبق القانون سيتم معاقبة المرشد وأتباعه لأنهم هم من يخرجون عن القانون ولا يطبقونه، ليسوا فقط لأنهم المحظورين، وغير مقنني الأوضاع -لأنهم سيدّعوا أنهم صاروا جمعية ،جمعية وليس جماعة- وإنما أيضاً لأنهم يستخدمون العنف مع المتظاهرين السلميين ولأنهم أيضاً يرتكبوا جرائم التعذيب والخطف والتنكيل والقتل ضد معارضيهم ، لكن على أي حال مصر تتجه إلى الاعتراف بأن القانون غير مقبول تنفيذه لأنه في غير مصلحة البلطجية الحاكمين من وراء الستار، وأحب أن أنبه حضرتك إلى أمر هام، وهو أن اثنين لا يعتبران ثوار إن أمسكوا مولوتوف وأسلحة بيضاء وأسلحة نارية وهما البلطجي والإخواني، ولعلك تعتبر أن البلطجي إخواني والعكس، وهنا تستطيع أن تعرف أن الثائر يمسك هذه الأشياء في إطار الدفاع عن النفس أمام أولائك الموجهين بكلمات السر الرئاسية حين يخشى الرئيس أن يطبق القانون خوفاً على موجهيه، وكبار جماعته المنتمي لهم فكراً ووجداناً.

المختصر المفيد مصر يحكمها بلطجية باسم الدين.

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter