الأقباط متحدون - مرسى.. خائف وضعيف ولن يستمر
أخر تحديث ١٠:٤٠ | الثلاثاء ٢٦ مارس ٢٠١٣ | ١٧برمهات ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٧٧ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

مرسى.. خائف وضعيف ولن يستمر

محمد مرسي
محمد مرسي

فقد شرعيته وشعبيته تتداعى واستخدامه لإصبعه.. قوة زائفة
 استخدام أسلوب التهديد.. حركات اليد.. نظرات العين، نبرة الصوت ومستوى ارتفاعه.. كلها تشرح «الحالة النفسية» التى وصل إليها رئيس مصر الدكتور محمد مرسى، الذى تربى على تقاليد الجماعة وخرج من أحضان تنظيم الإخوان ليجد نفسه على كرسى الحكم فى واحد من أكبر بلدان العالم قوة وتأثيرًا، ولكنه يواجه «مأزقًا» ربما يعصف بأحلامه فى قيادة البلاد.

فى البداية بدا.. طيب القلب يفتح صدره للجميع فى قلب الميدان، مؤكدًا أنه آمن ولن يرتدى قميصًا واقيًا من «الرصاص» ولم يرتده وهو وسط أهله وعشيرته.. ليفاجئ بعد ذلك أن شعب مصر «ليس عشيرة أو جماعة أو تنظيمًا» حتى عباءة «خطباء المساجد» التى ارتداها ليكسب «ثقة الناس ومحبتهم» لم تعد واقية له من «المعارضة والهجوم والرفض لتزداد لغة الرئيس «شراسة» وتصل لحد التهديد مستخدمًا حركات يديه ووجهه وجسده كله، الأمر الذى وصفه خبراء الطب النفسى.. بأنه انعكاس لخوف وضعف شديدين.
الرئيس خرج من مرحلة «الاستعطاف» إلى التهديد وفى كل مراحل تطور خطابه سذاجة وطفولة، ووفقًا لتحليل الدكتور هانى السبكى استشارى الطب النفسى فإن خطاب الرئيس السياسى تطور.. ولكنه تطور سلبى.
< كيف؟!
<< الرئيس مرسى انتابته تغيرات فى الشخصية فكان خطابه فى البداية.. مستضعفًا يحاول أن يستميل العواطف، ثم بدأ يشعر بالتمكن بمساندة جماعته فتحول الخطاب إلى وعود براقة أكثر مما يحلم ويفهم ويدرك كالطفل الذى يقول «عاوز أبقى دكتور» ويتصور أنه يملك امكانيات تحقيق هذا الحلم ومن حوله يوهمونه بأنه يستطيع، وعاش الرئيس هذه الصورة، ثم بدأ يشعر بقوة السلطة والتمتع بالكرسى الذى وصل إليه بعد حلم كاد أن يكون مفقودًا وهو لا يمكن أن يتنازل عن هذا الكرسى، فتطور الأمر لشعور بالقوة الزائفة فبدأ يستخدم.. اصبعه السبابة وذلك نتاج ما شحنه به مريدوه.
ويستطرد الدكتور «السبكى»: استخدام الرئيس مرسى للغة العربية التى يجيدها هى سلاحه أو محاولته الاستغناء عن الورقة قدر جهده استعراضًا للامكانيات «الوحيدة» التى يملكها، فهو يتحلى بميزة الكلام المسهب مستخدمًا ألفاظًا لا تضيف للمعنى شيئا حتى الكلمات الإنجليزية التى استخدمها بنفس الأسلوب كانت مثار سخرية.
وهو الآن فى موقع لا يحسد عليه حيث تتداعى شعبيته فضلاً عن إدراك الناس لعدم شرعيته فهو هارب من السجن ولا يوجد فى الدنيا شرعية لهارب تمنحه الفرصة ليحكم حتى ولو كان «مظلومًا». وبدأ يشعر بإدراك الناس لذلك فازدادت أنيابه ظهورًا وبدأ يكشر عنها أكثر فأكثر لعله يسيطر على الموقف وللأسف فإن الشباب والميليشيات الذين يعملون معه لهم نفس الصفات، ويستخدمون العنف والإرهاب مثل طالبان فى أفغانستان.
< وما دلالة زيادة لغة التهديد فى خطاب الرئيس؟
<< يعكس ذلك شعورًا بالخوف والضعف فمن يملك زمام الأمور ليس عليه سوى أن يستعرضها على الناس ويقدم أى علامة عليها، خاصة أن الشعب المصرى تعود على الصبر ولم يعد ينخدع بالوعود البراقة.. لكنه سيصبر إذا رأى بينة.. ووعودًا أو حتى مشروع النهضة ولكنهم لن يصبروا حتى يجنوا ثماره.
< هل تخلى الرئيس مرسى عن عباءة خطاب رجل الدين؟
<< لا هو يستخدمه أيضًا لأنه المنفذ الوحيد الذى يعتقد أنه سيوصله إلى قلوب الناس فيحض الناس فى كلامه على الحفاظ على الأخوة والمحبة واتهام الشيطان بأنه دخل «بيننا» وكلها أفكار واتجاهات تخرج من واعظ، والرئيس وجميع من ينتمون إلى هذا التيار تدربوا على ذلك جيدًا.. فى المساجد والمنتديات وحتى السجون.. والرئيس متمسك بلغة «الواعظ» حتى عندما تحدث بالإنجليزية تحدث بلغة خطيب مسجد، لكننا لا نعلم إذا كان استاذًا ناجحًا أم ماذا؟ وما نعلمه جيدًا أنه «وضع» فى مكان ليس واسعًا عليه فقط.. بل إنه غير مناسب له على الاطلاق.. فقد كان حتى اللحظة الأخيرة.. «استبن» لشخص آخر وتخلص من هذا كله لدرجة أن «السذاجة» تغلب عليه حتى إنه يتوعد خصومه بطريقة فجة ليس فيها أى حنكة سياسية.
< من خلال تحليلك لتطور خطاب الرئيس والانعكاس النفسى لذلك.. ماذا تتوقع فى المرحلة المقبلة؟
<< استشرف تخبطًا ما بين الاستمالة والاستضعاف وبين القوة والتهديد والوعيد.
< وهل سيضمن ذلك السلامة والاستقرار فى فترة حكمه؟
<< أعتقد أن هذا لن يضمن استمرار الرئيس فى مكانه وحتى إن امتدت به الفترة لن تكون «سالمة» أبدًا.

خبراء: حصار «الإنتاج» فضيحة.. وتهديدات مرسي بداية النهاية
«فرحات»: الحرب الأهلية علي الأبواب.. «إسحاق»: لابد من محاسبته
كلام صور: محمد نور فرحات - جورج إسحاق - عبدالله السناري


خطاب مرسي الذي جاء دعماً لأهله وعشيرته كان بمثابة الضوء الأخضر للإسلاميين المحاصرين لمدينة الإنتاج الإعلامي بالتعامل مع الإعلاميين والساسة من المعارضين.
القوي السياسية وخبراء القانون ورجال الإعلام انتقدوا تهديدات الرئيس التي تقود البلاد إلي حرب أهلية حقيقية، وأكدوا أن خطابه ليست له علاقة بمنصب الرئاسة وأن الرئيس لا يتعلم من أخطائه، فقد سبق وهدد البورسعيدية بنفس الأسلوب والنتيجة إهدار كرامة الرئاسة، وهذا يؤكد باختصار أن اختياره رئيساً لمصر كان جريمة في حق الجميع.
الدكتور محمد نور فرحات- الفقيه الدستوري- يصف خطاب مرسي بغير المتوقع من رئيس جمهورية في بلد يحتقن سياسياً ويوشك أن يدخل في حرب أهلية، وكان علي الرئيس أن يرتقي لهذا الحدث، ولكنه جاء أقل مما يمكن فقد وقع في خطأ قانوني يستحق معه المساءلة عندما ألقي بالاتهامات المجهلة والايحاءات المفرطة لتورط بعض الشخصيات، وطالت التهديدات الإعلاميين والتحريض المباشر عليهم، مما ذكرنا بما فعله السادات في لحظة انفعال في اعتقالات سبتمبر ودفع ثمنها.
وحول إشكالية الرئيس أوضح فرحات أنه لا يتذكر أنه رئيس لكل المصريين إلا عندما تتعرض جماعته للعنف، فلا يزال ينظر لأي معارضة لسياساته بأنها مؤامرة يجب معاملتها أمنياً وبالعنف دون النظر للدوافع السياسية لغضب الشارع تجاه حكم الإخوان المسلمين.

خطاب بائس

جورج إسحاق- الناشط السياسي والمؤسس الأول لحركة كفاية- يرفض تهديدات مرسي للإعلاميين والمعارضين، وأوضح أنها لن تخيفنا. ووصف الخطاب بالبائس بامتياز، ويستدعي سؤال السيد رئيس الجمهورية، لماذا كان في السجن قبل 25 يناير؟ لأنه كان معارضا، فلماذا يريد وضع معارضيه بالسجن؟ وتساءل إسحاق عما يقصد مرسي بمحاسبة أي سياسي مهما علا قدره، ولذلك نقول له سيادتك مثلنا والجريمة لا تسقط بالتقادم وفي يوم قريب سنحاسبك علي تدني أدائك كرئيس جمهورية مصر العربية.
وذكر أن خطاب الرئيس جاء مليئا بالتهديدات والوعيد والتحذير من قرب اتخاذه لإجراءات استثنائية ونحن نقول له نحن لا نهاب الموت في سبيل رفعة هذا الوطن وتحقيق آمال وأحلام شهدائه!

فضيحة.. أخري

عبدالله السناوي- الكاتب الصحفي- وصف خطاب مرسي بالفضيحة، حيث كان بمثابة الضوء الأخضر لاستكمال حصار الإسلاميين لمدينة الإنتاج الإعلامي والتعدي علي الإعلاميين وضيوفهم من الساسة والمعارضين بدعم من رئيس الدولة وسلطات أمن تكتفي بالفرجة، وهي بالفعل جريمة متكاملة الأركان تجري ولا تزال أمام الكاميرات الهدامة علي حد وصف الرئيس في خطابه، انها فضيحة تنضم لفضيحة حصار المحكمة الدستورية أمام العالم وتؤكد أن الديكتاتور عدو الصحافة الذي يعطي غطاءً سياسياً للإرهابيين، صورة بالغة السوء وصلت للعالم بخطابه المعيب الذي يعد جريمة لتجاهله فشل الدولة وقرب السقوط في الهاوية.
المستشارة تهاني الجبالي- نائب رئيس المحكمة الدستورية سابقا- لا تستغرب ما جاء بخطاب الرئيس من اتهامات دون أي سند قانوني، فتشويه السمعة أصبح نهج الجماعة والنظام، والجميع أصبح مهددًا ولذلك لن يحدث الاستقرار المنشود في مصر بعدما أصبح القانون فاقداً للمصادقية وعنواناً للخروج علي الشرعية.

تدرجت من «الفذلكة» إلي «التهديد».. خطابات مرسي تثير السخرية

ما بين الحق أبلج والباطل لجلج، وبين 3 أصابع تلعب داخل مصر فجوة كبيرة، أصبحت واضحة لغة خطاب الرئيس محمد مرسي الذي جاء بعد ثورة، وأصر علي أن يقسم اليمين في ميدان التحرير، ثم بعدها ارتدي عباءة الواعظ الديني في كل خطاباته، وفي أي مناسبة، ثم ها هو اليوم يترك كل هذا، ويوجه لمعارضيه وصلة من التهديد الصريح.
في خطابه الأخير استخدم الرئيس محمد مرسي لغة التهديد والوعيد التي استخدمها من قبل عقب أحداث بورسعيد، والذي استخدم فيها اصبعه مهدداً ومحذراً، واليوم ها هو يستخدم نفس اللغة، متخلياً عن خطابه الرصين الملئ بالكلمات العربية الفصحي التي كان يحرص عليها من قبل، ففي بداية توليه الحكم استخدم مرسي عبارة «الحق أبلج والباطل لجلج» تلك العبارة التي كشفت عن مدي بعد الرئيس عن المصريين، واستخدامه لعبارة لا يفهم فحواها الكثيرون، بعدها ارتدي الرئيس مرسي عباءة الواعظ الدين، حتي أنه في وفاة شقيقته أمسك بالميكروفون وأخذ يعظ الحاضرين في الموت، وبعد أحداث الاتحادية خرج مخاطباً أهله وعشيرته، وهو ما اعتبره الخبراء خطاباً تفريقيا، قسم المصريين إلي فئتين، فئة الأهل والعشيرة، وباقي المصريين الذين لا ينتمون للجماعة.
وعقب أحداث بورسعيد تغيرت لغة خطاب الرئيس إلي اللغة التهديدية، رافعاً اصبعه في واقعة اعتبرها الخبراء الأولي من نوعها، ليتكرر نفس الفعل التهديدي مرة أخري في خطابه الأخير. مروراً بالأخطاء العلمية السبعة التي تضمنها خطابه في باكستان أثناء تكريمه وحصوله علي الدكتوراه في الفلسفة، وهي الأخطاء التي ذكرها الكاتب يوسف زيدان في تغريدته علي تويتر وتناقلتها كافة وسائل الإعلام، وهي النطق الخاطئ لاسم العالم البيروني، والذي لم يكتشف الدورة الدموية الصغري - كما ذكري الرئيس، إنما اكتشفها ابن النفيس، والخطأ الثاني ان ابن النفيس كان يعمل بالفلسفة وهذا مغاير للحقيقة.
وكذلك حديثه عن ابن الهيثم الذي علم الدنيا التشريح علي حد وصف الرئيس رغم أن ابن الهيثم كان عالماً في الهندسة والبصريات، كما أن جابر ابن حيان لم يؤسس علم الكيمياء وغيرها من الأخطاء.
وبعيداً عن الأخطاء العلمية هناك أخطاء لغوية تضمنتها خطابات الرئيس مرسي أشهرها «جملة drank ما ينفعش يبقي driving» الشهيرة في ألمانيا، وحديثه لابناء بورسعيد لغة «كسيبة»، ثم تهديداته في الخطاب الأخير بلغة رديئة تضمنت ألفاظا وإيحاءات بذيئة مثل «أنا شايف صباعين ثلاثة بيتمدوا جوة من توافه لا قيمة لهم في هذا العالم»، «واللي هيحط صباعه داخل مصر هاقطعه»، هذه الارتجالية التي تصل لحد البذاءة في كلمات الرئيس وتهديداته أكدت أن الانفصام بين الرئيس والواقع المصري زاد بشكل كبير، وأنه أصبح يستخدم لغة التهديد أكثر من استخدامه للغة العقل، مما أعاد للأذهان جملته الشهيرة «4،3 في حارة مزنوقة».
ويكشف الدكتور محمد كمال القاضي أستاذ الدعاية السياسية بجامعة حلوان أن خطابات الرئيس مرسى كشفت افتقاده للثقافة السياسية التي تؤهله لتولي هذا المنصب، وتكشف مدي فشله في إدارة البلاد علي كافة المستويات وبتحليل مضمون خطابات الرئيس مرسي، تبين أنه ليس رئيساً لكل المصريين، كما يدعي وأنه موال لجماعته فقط، كذلك تنم خطاباته عن عصبية شديدة سواء بالكلمات أو الإشارات وهذا واضح في لغة الجسد ولغة وجهه، وهذه العصبية دليل علي الضعف والفشل في إدارة البلاد.
كذلك تبدو لغة التهديد واضحة في خطاباته في الفترة الأخيرة، وهي ظاهرة تعد الأولي من نوعها فلأول مرة نري رئيس جمهورية يهدد، وهو ما يؤكد أن جماعة الإخوان المسلمين لم تتخل عن ثقافة المعارضة بعد، وأنهم أصبحوا في مقاعد الحكم ولديهم قدرة علي الفعل، فهم ليسوا في حاجة للتهديد، فكيف يهدد الرئيس وهو يمتلك سلطة الفعل.
كما كشفت خطاباته أن المعلومات التي تصل إليه غير واضحة ومضللة بسبب كل هذا الكم من الأخطاء، وتساءل: كيف لرئيس جمهورية أن يتعرض في خطاباته لمقدم برنامج تليفزيوني؟، فأسلوب «اللمز والغمز» الذي استخدمه الرئيس لا يليق برئيس جمهورية. وأكد أن هذا الأداء يؤدي إلي تناقص شعبية الإخوان.

اضطراب واضح
وتلتقط الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد أطراف الحديث، مشيرة إلي أن لغة خطاب الرئيس يغلب عليها الاضطراب، وعدم قراءة الواقع قراءة صحيحة، والأحساس بالخوف وعدم الثقة وعدم امتلاكه مقومات القيادة، بالإضافة إلي حديث لا يليق برئيس جمهورية، فهل المقصود تخويف الشعب؟ أم التعبير عن المخاوف التي تسود الجماعة نفسها بسبب عدم قدرتها علي تحقيق التمكين، لذا فهي ترفع شعار تخويف الشعب المصري، دون الإفصاح عن هذه المؤامرة، فهذا ينم عن عدم قدرة الرئيس علي امتلاك زمام الأمور، ثم إنه يقدم رسالة سيئة للمستثمرين والسياح عن مصر.
وأضافت: لغة الرئيس نفسها تفتقر للحد الأدني من الكياسة، ففي حديثه لأهالي بورسعيد في ظل كارثة أمنية وإنسانية تناول كلمات: «الكسيبة»، و«التجارة» و«الشطارة»!!. وأكدت أن خطاباته بشكل عام تنم عن عدم معرفته بتاريخ وجغرافية الشعب المصري، كما أنها خطاباتة تفريقية تؤدي إلي الانقسام بين أبناء الوطن، بالإضافة إلي تهديداته الدائمة للمعارضة، وعدم إدراكه أنها جزء أصيل من الحكم، وتهديداته الدائمة للقضاء والإعلام، فهل أصبحت مصر كلها في نظره متآمرة عدا الجماعة، حتي أنه بدا في خطابه الأخير مدافعا عنها.
هذه الخطابات وغيرها كانت مثار سخرية من الرئيس، وفتحت الباب لانتقادات واسعة له، ومن المتوقع أن تزداد هذه الانتقادات بعد الخطاب الأخير الذي أكد أن لغة خطابات الرئيس في انحدار مستمر.
نادية مطاوع

الإجراءات الاستثنائية مقدمة لحرب أهلية
مرسي.. الوجه القمعي للسادات
تهديدات الرئيس تشمل اعتقال قادة الإنقاذ واغلاق الصحف والفضائيات

يسير الدكتور محمد مرسي علي نفس طريق نهاية الرئيس محمد أنور السادات فالأول يهدد معارضيه وشعبه بالحبس واجراءات استثنائية من أجل عيون عشيرته وجماعته والثاني قام بحملة اعتقالات شديدة لرموز المعارضة فيما  عرف بأحداث سبتمبر  الأسود.
ولكن  اذا كان الرئيس مرسي قد اختار أن يسير عكس الاتجاه ويسبح ضد التيار  وتحدي عوامل الطبيعة مثلما فعل الرئيس الراحل السادات فانه بالطبع سيجد نفس نهايته خاصة أن الرجل خرج بعبارات غير قانونية واستخدم مفردات شعبية وساخرة وهو ما يعكس حالة الخوف التي يعيشها هو والاخوان خاصة أن الغضب الشعبي علي سياساتهم فاق الحدود. مرسي لم يجد ما يرضي به عشيرته الغاضبة من هجوم الشارع عليهم سوي التلويح باجراءات استثنائية ضد المعارضين وتناسي أن حاجز الخوف سقط وأن تهديداته لن تغير من موقف المعارضين خاصة أنه يصر علي أنه يرسخ لدولة العنف.
وحذرت القوي السياسية مرسي من خطورة الاقدام علي اجراءات استثنائية من نوعية الاعتقالات أو فرض الطوارئ أو اغلاق الصحف والقنوات وقالت إن مرسي سيسكب المزيد من البنزين علي النيران المشتعلة لو أقدم علي تلك الخطوة التي ستكون نهاية  نظامه.
الدكتور سعد الدين ابراهيم رئيس مركز ابن خلدون للدراسات قال ان الاجراءات الاستثنائية التي لوح بها مرسي في خطابه لن تخرج عن اغلاق بعض الاحزاب وحلها وتقييد حرية الاعلام عن طريق غلق قنوات وصحف المعارضة بالاضافة الي مطاردة بعض النشطاء من القوي السياسية عن طريق الحبس أو الاعتقال ومن الممكن أن تكون لديه قائمة بأسماء السياسيين لاعتقالهم. وأشار الي أن مرسي يسير في طريق الرئيس السادات فقبل اغتياله بـ 6 أسابيع خرج علينا متحديا ليقول ان الديمقراطية لها أنياب تقوم بفرم من يتحدي ارادة الدولة وتلك الارادة في الحقيقة لم  تكن الا ارادته ورغبته الشخصية وهو نفس ما يفعله الآن مرسي الذي يبدو أن نهاية نظامه قد أوشكت.
وقال حسين عبدالغني المتحدث باسم جبهة الانقاذ الوطني إن الرئيس مرسي يسير في  طريق نهاية الرئيس السادات  وما يفعله مرسي يجعلنا مسخرة العالم ومضحكة لكل قادة العالم فهو لا يعرف الدستور  ولا القانون.
وأشار الي أن مرسي قد يتخذ اجراءات مشابهة لما فعله الرئيس السادات وقد تكون هناك قائمة من المعتقلين السياسيين يجري التحضير لها ولكن في الحقيقة كل هذه الاجراءات لا تزعجنا فنحن أمام  نظام يترنح والكراهية تزداد يوما بعد آخر لحكم الاخوان فالجماعة تتخبط ولا تعرف الطريق الذي تسير فيه ولكن لو أن مرسي اتخذ تلك الاجراءات فانه يدفع بالبلاد الي حرب أهلية.
وأكد أن اعتقالات مرسي لا تزعجنا  ومصر تنتظر من الجميع أن يقدم نفسه فداء لها ولسنا أقل من جيكا وكريستي وعماد عفت وكل التيارات السياسية وأبناء النحاس علي استعداد  لمقاومة الديكتاتورية التي ترتكبها الجماعة.
وأشار الي أن كل القوي السياسية المعارضة للرئيس وجماعته لم تخش مبارك  وأمنه المركزي ولن تخشي مرسي فالجماعة خانت الثورة والوطن والدين وسينتصر الشعب في النهاية ولن تتحكم مجموعة لا تعرف سوي مصالحها في مصير شعب حر لم يعد يطيق الظلم وأكد الدكتور رفعت السعيد الرئيس السابق لحزب التجمع أن مرسي يصر علي أن يطلق رسائل مخيفة للمعارضة واستخدم مناسبة غير موضوعية لتوصيل رسائله ومن المفترض أن مرسي وهو يتحدث  عن أصابع تعبث في مصر أن يعلم جيداً أن هناك ألف أصبع يلعب في مصر عن طريق سيناء وألف ارهابي وسط سيناء وأن  جماعته ترتكب أكبر الجرائم.
وأشار الي أن مرسي يسير في اتجاه السادات عندما قام بفرض اجراءات استثنائية في بورسعيد ومدن القناة لم يلتزم بها أو يستجب له أحد.
وأكد أن الجماعة تورط مرسي  ولا تهتم به فشباب الجماعة كانوا يهتفون في موقعة المقطم «يابديع يابديع انت تأمر واحنا نطيع» ولم يتحدثوا عن مرسي وهذا دليل علي أن المرشد أقوي من الرئيس.
وأكد محمد أبو حامد أن اجراءات مرسي الاستثنائية لن تخرج عن الاعتقالات وربما اغلاق صحف وقنوات  فضائية واعتقال النشطاء ولكنه يخطئ ولا يدري أن مصر الآن من المفترض أن يحكمها قانون ودستور.
وأشار الي أن مرسي في حالة عدم اتزان سياسي ومن الممكن أن يعتقل أعضاء جبهة الانقاذ فهو يتصور أنهم وراء ما يحدث  والحقيقة أن سياساته الخاطئة وقراراته العشوائية هي السبب ولو فعل مرسي ذلك سيكون كمن قام بسكب مزيد من البنزين علي النيران المشتعلة.
وقال عبدالرحيم علي الخبير في الشئون الاسلامية إن مرسي لن يفعل شيئاً ولن يكون لديه أي اجراءات استثنائية ينفذها وطالب الرئيس بمحاكمة جماعته التي تعبث بالأمن القومي فهو لا يجرؤ علي محاكمة الشاطر وبديع ولا أعضاء حماس المتورطين في قتل الجنود.

مرسي فشل في إدارة شئون الحكم
مسلم: قرارات الرئيس تسبب الغليان.. رجب: إسقاط
الداخلية يضرب الأمن في مقتل


كالعادة جاء خطاب الرئيس محمد مرسي أمس مخيباً لآمال الشعب المصري فمحاولة تكرار كلمات العابثين بأمن الوطن أو المتآمرين علي نظام الحكم أصبحت مكررة تدل علي أن نظرية المؤامرة التي يؤمن بها الرئيس محمد مرسي جزء من أسلوبه في إدارة حكمه للبلاد لتبرير الإخفاقات والقرارات غير المدروسة وحمل المعارضة جزءاً أساسياً من فشله في إدارة شئون الحكم وكل من يختلف معه في الرأي هو عدوه اللدود وهو ما يخلق أزمات مجتمعية مستمرة من الصعوبة السيطرة عليها ويدفع بأجهزة الأمن للدخول في صراعات سياسية أبعد تماماً عن مهامها في حفظ الأمن وسلامة المجتمع.
اللواء طلعت مسلم، الخبير الاستراتيجي والأمني، قال: ما كان يقصده الرئيس ان هناك عابثين بأمن الوطن في الداخل والخارج هدفه التمهيد لضرب بعض قيادات جبهة المعارضة أو المعارضين لسياسة نظام الحكم الإخواني «الفاشل»، فمحاولة تكرار هذه الكلمات المختلفة في كل خطابات الرئيس علي الشعب تظهر ضعفه للكافة فهو يتخذها وسيلة أو حجة لتبرير الأسلوب أو الطريقة التي يتبعها في إدارة شئون الدولة وهو ما يظهر فشل مؤسسة الرئاسة في صدور العديد من القرارات العشوائية غير المدروسة التي يتسبب عنها إحداث حالة من الاحتقان والغليان في الشارع المصري نتيجة لشعور المواطنين بخيبة آمالهم فيمن انتخبوه ليكون ممثلاً عنهم ولكنه في الحقيقة ممثل عن جماعته فقط وهو ما يدفع بأجهزة الأمن إلي الدخول في أزمات وصراعات جديدة تأليف وإخراج النظام الحاكم.

ضرب جهاز الشرطة
ويقول الرائد أحمد رجب، الضابط بوزارة الداخلية والمتحدث الرسمي لائتلاف الشرطة سابقاً: ان مهمة وزارة الداخلية هي حفظ وسلامة الأمن الداخلي وبالتالي فهو يقوم باجراء التحريات والتحقيقات اللازمة للحفاظ علي الممتلكات والأرواح العامة والخاصة ولكن هناك محاولات شرسة ومؤامرات لضرب جهاز الشرطة في مقتل وإسقاط وزارة الداخلية تحاك لضرب الأمن المصري في مقتل وخاصة أجهزة الشرطة بانخراطها في الصراعات السياسية للسيطرة وإعادة الأمن الداخلي وهو أمر في غاية الخطورة وضرب مثلاً بمحاصرة البعض لمدينة الإنتاج الإعلامي وإحداث الفوضي في مصر وما ينبغي لأجهزة الشرطة القيام به من حفظ الأمن، مؤكداً ان الهدف الأساسي للعابثين أو المخربين الذين يلقون بالفتن بغرض قلقلة المجتمع هو ضرب المنشآت الحيوية في مصر وزعزعة الأمن المصري  وبالتالي تقويض دور أجهزة الشرطة وهو ما يضر بالوطن بصفة عامة والمواطن المصري خاصة لأن الأمن ولقمة العيش أهم عناصر بقاء واستقرار المجتمع.
ويضيف الرائد «رجب» ان مصر أصبحت مخترقة من أجهزة استخباراتية عديدة لكون المناخ في مصر غير مستقر وهناك حالة من الاحتقان والغليان تجتاح الشارع المصري.
ويتساءل: «لمصلحة من محاولة إبعاد الأجهزة الأمنية السيادية في مصر والمخابرات العامة والحربية عما يجري من أحداث يشهدها الشارع المصري؟.


ميزان عدالة الرئيس مُعطل
الرئاسة تتبلد مع سقوط معارضين وتتوعد من أجل «الإخوان»


الاعتياد يولد التبلد، وتصبح إراقة الدماء أمراً طبيعياً في الحياة كمتابعتك مباراة كرة قدم يتراكلها لاعبون محنكون فى اضاعة الحق وتفريق الدم ليصبح القصاص هدفاً بعيد المنال ويتحول الحق إلي باطل، والباطل إلي حق.
هى نفس المشاهد.. اعتراض يتبعه انفعال ثم اشتباك فقتل لتبقى دماء ممزوجة باللاقصاص، ووسط الاحتقان تظهر الياقات البيضاء لرجال السلطة خالية من حمرة الخجل لتنذر وتتوعد ثم لا شىء يحدث سوى الانتظار.
وفى دولة الرئيس المنتخب لا يتحرك شىء سوى مسيرة الدماء الثائرة، وسط تبلد من السلطة الحاكمة التى تركت المقتول والقاتل لتلقى خطابات لا تحمل بين طياتها سوى رمى الاتهام للمعارضين وطلب الانتظار لحين تحسن الأوضاع، ويبقى المتفرجون من المصريين الذين اعتادوا على مشاهدة القاتل التى دوماً لا يعاقب على أثرها الجناة.
ويبقى التبلد مقبولاً على مضض، لكن أن تكشف الأحداث المتتابعة أن مؤسسة الرئاسة بهيئاتها الأمنية والقضائية تكيل بمكيالين، فإذا ما وقع ضحايا من المعارضة جراء أى اشتباكات تعمى أعينها عن مشاهد الدم وتصم أذنها عن الأصوات المطالبة بالقصاص بل وتتهم رافضى سياسات السلطة بالبلطجية، أما إذا وقع العنف من أنصارها تمارس الصمت ويخرج بعض قياداتها ليبرروه ويباركوه.
أحداث عديدة شهدتها مصر خلال الثمانية أشهر الأخيرة دون تحرك لمعاقبة الجناة وصل لحد التبلد من مؤسسة الرئاسة وللدرجة التى يئس معها متابعو المشهد السياسى من وجود كيان للدولة يحمي أفرادها وفقاً للعقد الاجتماعى بين السلطة والمواطنين.
وأول تلك الأحداث اندلعت أمام قصر الاتحادية الرئاسى فى ديسمبر الماضى فيما عرف بـ«مذبحة الاتحادية»، والتى أسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص وسقوط عشرات الجرحى بعد اشتباكات دامت طيلة ليلة كاملة بدأت بسبب هجوم أنصار جماعة الإخوان المسلمين على اعتصام معارضين لسياسات الرئيس محمد مرسى؛ لمحاولة فضه، لتبقى مؤسسة الرئاسة فى صمتها وسط احتقان القوى السياسية المعارضة وتبريرات إخوانية للهجوم، دون تدخل أمنى أو مسألة قضائية للجناة.
ولم يكد الرأى العام يفيق من نسيان مشاهد الدم أمام قصر الاتحادية، حتى فاجأه أنصار الشيخ حازم صلاح أبو اسماعيل باقتحامهم مقر حزب وجريدة الوفد وحرق وإتلاف سيارات به، وسط وجود أمنى لا يفعل شيئاً سوي الفرجة وتهديدات بالقيام بنفس الأفعال مع كل معارضى التيار الإسلامى.
وفى صباح السادس والعشرين من يناير الماضى، استيقظ المصريون على حكم فى قضية «مذبحة بورسعيد» الذى تمثل فى معاقبة 21 متهماً بالإعدام، وهو ما بادله أهالى محافظة بورسعيد بالخروج للاحتجاج ومطالبتهم بمحاكمات عادلة، لتتمثل الكوميديا السوداء فى مقتل47 شخصاً خلال الاحتجاجات دون تقديم القاتل للمحاكمة وغياب لموقف واضح من النائب العام.
وفى فبراير الماضى أشعل مجهولون النار فى طابقين لمقر جريدة الوطن، وأدارت داخلية الرئيس ظهرها للحادث، ولم تقدم الجاني، في الوقت الذي سارعت فيه بضبط أعضاء من «البلاك بلوك» هاجموا مقر غد الثورة.
ويتخلل ذلك الاشتباكات التى وقعت فى محيط ميدان التحرير بين قوات الشرطة ومتظاهرين رافضين للسياسات الاخوانية فى شهرى يناير وفبراير الماضيين ما أدى لسقوط قتلى ومصابين دون تحرك من أى جهة معنية.
ولا يمكن إغفال صمت مؤسسة الرئاسة تجاه ما فعله أنصار التيار الإسلامى من محاصرة المحكمة الدستورية العليا للضغط على أعضائها بعدم اصدار حكم بحل الجمعية التأسيسية، إلى جانب محاصرة أنصار حازم أبو اسماعيل لمدينة الانتاج الاعلامى للمطالبة بتطهير وسائل الاعلام من فلول النظام السابق الذين يتعمدون تشويه الإسلاميين بحسب زعمهم، ليتبادر إلى الذهن سؤال أين الرئيس؟
ويبرز الدكتور محمد مرسى عقب أحداث المقطم التى وقعت بين معارضي السياسات الإخوانية وأعضاء الجماعة نهاية الأسبوع الماضى، ليلقى بأصابع التحذير والوعيد فى وجه كل معتد على مقرات جماعة الإخوان المسلمين وأعضائها عبر خطاب فاقد لحمرة الخجل، مشدداً على الاحتكام للقضاء لمعاقبة الجناة، في الوقت الذي يحاصر أنصاره مدينة الإنتاج الإعلامي ويتعدون علي الإعلاميين.
ولا يمكن لأى عاقل رفض ما جاء بالخطاب الرئاسى إذا ما محا من ذهنه كل الأحداث السالف ذكرها فى حق المعارضة والتى تابعها الرئيس بأعين راضية دون تهديداته الجديدة واستنفار لمعاقبة الجناة. يا سيادة الرئيس حاكم أنصارك أولا بل وحاكم ابناءك الذين أهانوا المصريين وبعدها تحدث عن دولة تحترم القانون.

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.