الأقباط متحدون - الأغتراب
أخر تحديث ٠٧:٢٦ | الثلاثاء ١٤ مايو ٢٠١٣ | ٦ بشنس ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٢٦ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

الأغتراب

الأغتراب
الأغتراب

دكتور صفتات فعنييح

الأغتراب هو قضية فلسفية .. تكلم فيها الفلاسفة .. ولكنها لا تلقي
إهتماما كبيرا لدي كل نشطاء الفكر .. فدائما وابدا .. الفلسفة تأتي
الي عقل الانسان .. مثل غذاء جيد ثقيل يصعب هضمة .. فيعزف
الكثيريين عن تداولها .. او التعمق في فهمها  .. ويعزف عنها
الكثيرين .. لسبب أخر .. الفلسفة فكر في معظمة .. يتناول الحق
والحقيقة التي تضع الانسان في مواجهة مع ذاتة .. وفي كثير من
الأحيان يهرب الإنسان من مواجهة ذاتة .. فهي امر غير محبب
لدي كثيريين  .. مواجهة الذات معناها ..إعادة الحسابات وترتيب
النفس الإنسانية من الداخل .. وهذا مؤلم لكثيرين .. اعتاد الانسان
البعد عن اللة .. اعتاد الانسان الفساد الفكري منذ قديم الازل ...
لذلك اصبح مكروها لدي الكثيريين .. ان يعيدوا ترتيب النفس من
الداخل ولذلك كره الانسان الحق .. والحقيقة معا .. والفلسفة وفي
غالبية قضاياها تبحث في الحق والحقيقة  ......

الاغتراب
هو البعد النسبي عن اصول الاشياء .. يمثل منزل الانسان .. اهمية
بالغة في حياة الانسان بل هو نقطة ارتكاز في وجود الانسان علي
الارض .. فاذا ذهب الانسان بعيداعن منزلة في شراء بعض الحاجيات
فانة ابتعاد لة مسافة محددة  .. يرجع بعدها الي منزلة .. ثم اذا
انتدب من جهة العمل ... ليعمل في محافظة اخري .. فهو يبعد عن
منزلة بمسافة محددة اكبر .. وحايز زمني اكبر .. وهكذا اذا سافر
الانسان بعيدا عن وطنة فهو مغترب بعيدا عن منزلة ببعد اكبر
وبحايز زمني متفاوت .. اما اذا مات الانسان .. فلم يعد مغتربا
عن منزلة .. بل لقد ترك منزلة الارضي وذهب الي منزلة الابدي
حيث تسكن روحة الي الأبد .. اذا الغربة والاغتراب شئ نسبي

الاغتراب النفسي ..
الاغتراب النفسي ايضا يعمل بنفس الطريقة  .. والفارق ان لة تغير
نسبي زمني وليس تغير نسبي كوني .. يعني اية الكلام دة ..
انت تنتقل ما بين نقطة الي نقطة اخري فتبتعد بجسدك .. وهذا هوا
البعد الكوني  .. اما وعلي سبيل المثال  .. ابتعاد الانسان عن اللة
فهو متغير زمني .. وابعاد زمنية ..  فنحن مثلا نغترب بذواتنا
بعيدا عن اللة .. بابعاد متفاوتة بين شخص واخر .. وبين الشخص
وذاتة ... اللة هو اصل كل شئ .. فنحن نقترب منة ونبتعد عنة
بنسب متفاوتة ومتغيرة .. وهذا اغتراب زمني في حياة الانسان

اغتراب ماهية الانسان ......
خلق اللة الانسان علي صورتة ومثالة .. وبالخطية إغترب الانسان
عن اللة وعن نفسة .. أخذتة الخطية بعيدا .. الي الكورة البعيدة
فأصبح مغترب عن نفسة .. يتصرف بشكل مختلف عن كونة
مخلوق علي صورة اللة ومثالة ويجنح الي الخطأ والخطية .. وهما
عكس الحق والحقيقة .. عكس ماهيتة الاولي  .... فيأتي بافعال
غريبة وافكار في منتهي الغرابة .....

الجهاد الاسلامي
الجهاد الاسلامي احد المناهج المعمول بها عند هواة التطرف ..
يغترب هؤلاء الناس في عقيدتهم الجهادية عن ذواتهم الانسانية التي
خلقوا بها .. فيذهبون بفكرهم .. الي اعتبار الاخرين كافرين ..
كافرين عن ماذا ؟؟ ... كافرين عن فكرهم الذي يعتبرونة الحق الكامل
فقد نصبوا انفسهم في مناصب اعلي من اخوانهم البشر .. وكأن
جميع البشر قد خلقوا من تراب .. اما هم فمن معدن آخر .. نوع
من الاغتراب الفكري البعيد كل البعد عن ماهية الانسان .. هم

سعداء هكذا ... سعداء في شعورهم انهم افضل من بقية الناس ..
ولكي يستمرون في سعادتهم .. لابد من استبقاء هذا الفكر ..
الجهاد الاسلامي .. واعطوا لة طعم ومذاق .. اذ تسمعهم يتشدقون
بالقول نحن نجاهد في سبيل اللة .. يعني اية الكلام دة .....

هوا في حاجة اسمها الجهاد في سبيل اللة .. يقولك اة .. هوا قتل
اليهود والمسيحيين .. هوا دة الجهاد في سبيل اللة .. قتل المشركين
هوا قتل المشركيين دة جهاد في سبيل اللة ..  وهل اللة يحتاج
الي اناس يقاتلون في سبيلة بقتل بقية الناس وحرمانهم من فرصة
التوبة والرجوع الي اللة .. هوا دة الجهاد .. هؤلاء الناس لو لم يجدوا
ناس كي يقتلونهم .. سيقتلون حيوانات الارض بحجة انها لا تعبد
اللة .. اذا استبقاء الفكر الجهادي عند هؤلاء سجناء الجهل .. يجلب
لهم سعادة القتل واراقة الدماء .. لا اكثر ولا اقل .....

انة اغتراب .. اغتراب عن واقع النفس الانسانية .. واغتراب عن اللة
اليس في بروجرام النفس الانسانية .. محبتها للسلام  .. للمحبة
للطمأنينة .. ما زال الانسان يقال عنة انة مخلوق علي صورة اللة
ومثالة .. هل اللة قد وضع قوانين القتل داخل الانسان .. ام بسبب
اغتراب الانسان عن اللة وعن نفسة .. ابتدع لذاتة محبة القتل ...

بل والصعب هو رؤية هذا السوري من مدعي الجهاد في سبيل
اللة بقتل احد معاندية واخراج قلبة واكلة وسط صيحات الاخرين
والتكبير للة .. .. علي ما يبدو ان البشرية .. فد انفرط لجامها
واصبح البشر كالوحوش الضارية .. ينقدون علي من يخالفهم
الرأي .. فيمزقونهم ارباً .. ارباً ويسمون هذا جهاداً في سبيل اللة
للاغتراب عن اللة وعن صورتة ومثالة مراحل متعددة وصل الاسلاميون
الي نهايتها واصبح هؤلاء الجهاديون .. في ابعاد سحيقة ..
بعيدة عن اللة .. فلا علم لهم بوصايا اللة للانسان بأن لا يقتل ...
فلقد اغتربوا عن كل شئ يمس حياة الانسان .....

هؤلاء هم من نسكت عن ازالتهم من حكم مصر .. وهذا ايضا
اغتراب عن معدلات الخطأ والصواب .. اذا كان المصريون يعتقدون
في صواب ان يزال هؤلا الغرباء من حكم مصر .. لفعلوها وازالوهم
ولكن علي مايبدو ان
الاغتراب هو البعد النسبي عن اصول الاشياء ....

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter