CET 00:00:00 - 25/01/2010

فاقد الأهلية

بقلم: سحر غريب
مها فتاة اقترب عمرها من الثلاثين ولم تتزوج بعد، فشعرت أن فرصها قد انتهت وأنها ستعيش وحيدة لا محالة، كان سوء الحظ يلازمها عند وجود أي عريس يدخل بيتها، وقد أصبح المُتقدمون لها ما بين مُطلق وأرمل بأطفال أو بدون أطفال.
مها لا تملك من العرسان غير عرسان الصالونات الذين يدخلون البيوت إرضاءًا لرغبات ذويهم وانتظارًا لعروس تخطف ألبابهم من النظرة الأولى، ومها عروس ولكنها ليست رائعة الجمال ولم تنجح قط في كشف هيئة عرسان الصالونات.

غيرت مها طريقها فاختارت الطريق الذي لن يكلفها كثيرًا، فبعد اشتراكها في الفيس بوك، وجدت أنه فرصة رائعة للتعارف على راغبي الزواج، مها ومُعظم بنات جنسها يتعاملن بحُسن النية بحثًا عن الاستقرار، ولكنهن لا يعلمن بأن الرجال يتعاملون مع فتيات النت على أنهن فرص جيدة سهلة للصيد واللهو والتسلية واللعب بالمشاعر وليست العلاقات الجادة المفروض لها البقاء.
بحُسن نية وجدت مها أصابعها تمتد لتقبل إضافة صديق على الفيس بوك، قبلته كصديق عابر ثم بدأ التعارف بينهما يأخذ منحني جديدًا، أخبرها أنه شاب يبحث عن عروس وأنه لا مانع لديه من الزواج عن طريق النت، ومها فتاة هي في الواقع خجولة، ولكن النت جعلها تتحدث معه بطلاقة بدون تزييف لطبيعتها، أوهمها الشاب بإعجابه الشديد بأخلاقها وخفة دمها وبأنه على إستعداد للاقتران بها وسوف يخبر أهله عنها في أقرب فرصة، وعندما أخبر أهله عاد إليها برفضهم الصريح للزواج عن طريق النت، فأبدت مها عدم استعدادها لاستئناف تلك العلاقة التي لا مستقبل لها، فأخبرها بأنه سيحاول مرة أخرى مع أهله علهم يغيرون وجهة نظرهم، وفي تلك المرة جاءها بالبشارة وحدد معها موعدًا لمقابلة أهلها.

جاء الموعد المحدد ومها انتظرت عريس النت حتى ملّ منها الانتظار، لم يأتِ العريس، فواضح أنه كان "فيروس" هاجمها من حيث لا تدري وجعلها تقع في حبه بعد أن سيطر على قدرتها على الحكم السليم، ولكنه لا ينوي أبدًا الخروج من بين صفحات الفيس بوك، فهو لو خرج سيفقد قدرته على البقاء، فهو صياد ماهر مُحنك يعرف كيف تفكر ضحيته، فسيعود إليها وسيخبرها بكوارث حلت به عندما كان في الطريق إليها وسيُكمل الرواية حتى يقضي على أوقات فراغه، وعندما يُفكر جديًا في الزواج ستسحبه والدته من يديه لكي يزوروا بعض صالونات الجيران.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٦ تعليق