CET 00:00:00 - 01/02/2010

فاقد الأهلية

بقلم: سحر غريب
أصبح النت وسيلة سريعة لفضح المشاعر وإخراجها للعلن بدون تصاريح رسمية تداريها أو حكام يجملونها، أصبحت الحقيقة المرة واضحة وضوح الشمس، أقول هذا لأنه بعد فوز مصر على الجزائر قام أخ (وأقول أخ) فلسطيني بإرسال رسالة لنا جميعًا على الفيس بوك وكان فحواها كالآتي:

فلتتحتفل مصر بأهدافها... ولتحتفل الجزائر بعروبتها وإسلاميتها وأصالتها ونصرتها لأهل غزة..
هل يُعقل أن نشجع من يرتكب الجرائم بحق أهل غزة؟؟

إذا كان الاحتلال الإسرائيلي يحاصر أهل غزة من الشمال والشرق فإن "مصر العروبة" تحاصرهم من الجنوب.

إذا كان الاحتلال الإسرائيلي يقتل المواطنين في غزة بلا رحمة فإن جنود "مصر العروبة" أطلقوا النار على أهل غزة المحاصرين عند معبر رفح.
إذا كانت إسرائيل أطلقت الفسفور الحارق على أهل غزة في الحرب.. فإن "مصر العروبة" تطلق الغاز الخانق على عمال الأنفاق وتقتلهم.

إذا كان لدينا أسرى عند اسرائيل.. أيضًا لدينا أسرى في "مصر العروبة".

إذا كان الأسرى الفلسطينيين يموتون في السجون الإسرائيلية.. أيضًا الأسرى الفلسطينيين يموتون في السجون المصرية (الشهيد يوسف أبو زهري).. الفرق بين السجون الإسرائيلية والمصرية (الأسير عند إسرائيل تعرف مصيره.. ولكن عند مصر لا يعرف مصيره).

إذا كانت إسرائيل منعت قوافل فك الحصار عن غزة.. فإن مصر أيضًا منعتها.. وشريان الحياة 3 الدليل.
إذا كانت إسرائيل تمنع عنا الكهرباء.. فإن مصر أوقفت مد الكهرباء لمدينة رفح قبل يومين.

"ولن ننسى 368 شهيد من المرضى" الذين منعوا من السفر للعلاج.. وتم التحقيق مع المرضى الذين سمح لهم بالخروج.

لو أردنا المقارنة بينهم لوجدنا أن "مصر العروبة" تعادل إسرائيل في جرائمها بحق أهل غزة.. ولكن بإذن الله سيكون عقابها عند الله أشد.. لأن إسرائيل عدو لنا وستحاسب على جرائمها.. لكن مصر سوف تحاسب على ذنبين (ذنب الأخوة والدين, وذنب جرائمها)..

ليعذرني كل مصري شريف على كلامي.. ولكن هي الحقيقة.

أما عندما أخبرته بأن مصر الآن في حالة لا تسمح لها بالدخول في حروب وأن مصر قد أنهكتها الحروب وأستنفذت خيراتها، كان رده أكثر عجبًا فقد قال أن مصر لم تحارب منذ خمسة وثلاثون سنة كاملة! وكأن الخمسة وثلاثين سنة التي لم تحارب فيها مصر هي جريمة نكراء في حق العروبة والإنسانية، وعندما قلنا له أن مصر قدمت الكثير للعروبة عامة وفلسطين بصفة خاصة أتهمونا القراء بأننا نتعمد إذلالهم وإذلال شعبهم (يعني مفروض نسكت ونتقبل النقد في رضا ففلسطين والكلام عنها خطوط حمراء يجب ألا نتجاوزها وألا نتعدى حدودها).

هكذا قرأنا نحن المصريين طعن الأخوة فينا وكفرهم بكل ما قدمت مصر من أرواح بريئة من أجل القضية الفلسطينية، فهكذا يكون رد الجميل، لقد مات المسلمين والمسيحيين جنبًا إلي جنب أثناء حروبهم من أجل نصرة أبناء فلسطين ويا ليته طمر، لقد تعامى الأخوة الفلسطينين عن خالد مشعل بطل حماس المغوار وهو يقيم حفلة زفاف لكريمته بمليون دولار في فندق دمشقي (معروف طبعًا من أين له بتلك الملايين) التي يحافظ على مصدرها والتي تأتيه على طبق من فضة لأن غزة مُحاصرة يعني غزة محاصرة وهو مش فيها.

إن مصر الآن في صراعات داخلية (واللي مش مصدق يتفرج على الفضائيات وهو يعرف) لا تسمح لها بدخول حروب لا طائل من ورائها إلا إستحسان السادة العرب الذين يجاهدون بالفعل تحت اللحاف وبين أسرهم وفي قصورهم وبين زوجاتهم الأربعة ضاربين مثلاً رائعًا على جهاد الحناجر.

حقًا عدو عاقل خير من صديق جاهل.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٥ صوت عدد التعليقات: ٦ تعليق