CET 00:00:00 - 17/02/2010

مساحة رأي

بقلم: نادر فوزي
أخيرًا، وبعد مئات السنين، تحرك مجموعة من أحفاد الشهداء ضاربين بالحكمة القبطية المعتادة والحرص الشديد وعاش الهلال مع الصليب عرض الحائط... تحرك الشباب القبطي متناسين الخوف من الاعتقال والخوف من انتقام المسلمين وصيحات المترددين..

تحرك مجموعة من زهرة شباب الأقباط متغلبًا على نصائح مَن يطالب بالجهاد من تحت السرير، ومَن يقول أننا لسنا مثلهم وأن الله سيحمينا دون أن نتحرك، وأننا نصمت والله يحارب عنا... وتمتزج الأماني بطلب المعجزات ويتطور الوضع من سيئ لأسوأ والأقباط محلك سر، والمارد في سباته العميق... ولطالما نادينا بنقل المظاهرات لقلب القاهرة وكانت الاعتراضات تأتينا من أقباط الداخل محذرين شبابنا من الاعتقال أو غضب الكنيسة عليهم..

واليوم تحرك مجموعة من الشباب القبطي الذي يعرف مسيحه حقًا والذي يؤمن بقول رب المجد لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد، تحرك هؤلاء الشباب في مسيرة غاضبة لمجموعة لا تتعدى الثلاثمائة شاب وفتاة ولعلها تكون نواه لتحرك أكبر في المستقبل، مجموعة أعلنت غضبها مما يحدث للأقباط، مجموعة جاهرت بهذا الغضب في قلب القاهرة... وماذا كانت النتيجة؟؟

اهتمت الميديا المصرية بهذا الحدث، ووقف عمرو أديب يحذر الحكومة من الغضب القادم، وهرول فتحي سرور "رئيس مجلس الشعب" ليعلن تبرئة المجلس من تعطيل قانون دور العبادة الموحد وليعترف علنًا أن الأقباط لهم حقوق مسلوبة.
واهتمت الصحف المصرية ونشرت صور المظاهرة، وطبعًا تلك الصور واللافتات ستُنشر في كل أنحاء العالم، وشعر القبطي بالخارج ولأول مرة بتفاعل أخيه في الداخل معه وقطع الطريق على من يرددون أن أقباط الخارج تحركهم قوى أجنبية..
فها هم أقباط الداخل يخرجون في مظاهرات ويحملون نفس الشعارات رافضين جلسات الصلح العرفي، ورافضين سياسة التهدئة المفروضة عليهم.

أقول لزهره شبابنا شهداء نجع حمادي مبروك.. لولا دمكم المُسال لما أفاق المارد القبطي...
أقول لنيافه الأنبا كيرلس شكرًا.. فلولا تغييرك لأقوالك لظل الأقباط يسمعون لعبارات التهدئة والحكمة...
أقول للشباب الذي خرج في تلك المظاهرة... أنتم رواد لنا وتعلمنا منكم درس في الشجاعة والمطالبة بالحق، أقول لكم ربنا يحميكم فأنتم أعطيتم أصحاب الركب المخلّعة وأصحاب النفوس المترددة طريق جديد ليسيروا فيه...

اليوم فقط بدأت أشعر أن رياح التغيير قادمة...لا تتركوا الفرصه تذهب من بين أيديكم... استمروا وكلنا ورائكم فأنتم أصبحتم قدوه لنا ومن اليوم لا مجال للخائفين.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ٦ تعليق