CET 00:00:00 - 25/12/2009

مساحة رأي

بقلم: عادل عطية
في مثل الغني ولعازر المسكين ، طرح السيد المسيح احد القضايا الإيمانية ، وهي : " عدم التصديق " ، وذلك على لسان ابراهيم الخليل ، فقال : " ان كانوا لا يسمعون من موسى والانبياء ولا ان قام واحد من الاموات يصدقون " ! .. ، حتى اصبحت مقولة : " أنا غير مصدق نفسي " هي التعبير الابدي الذي نردده عندما تكون الحقيقة فوق كل التوقعات ، وتلغي كافة ثوابتنا العقلية والإيمانية .

وكم في تاريخنا القبطي المسيحي من حقائق لا يزال الآخر يراها خيالات وهلواس وفبركات واكاذيب :
فبقاء الكنيسة في مصر إلى يومنا هذا رغم قوة الشر الكامنة في الشيطان ، الذي يحشد اتباعه في كل عصر باساليب تحمل المكر والخداع والتقية بل والابادات الجماعية الصارخة للقضاء على اقباط مصر ومسيحيتهم ومصريتهم لهي معجزة ، ولكنهم ينكرونها انكارهم للسيف باشكاله المادية والمعنوية ، والذي مايزال يقطر دماً وموتاً بين ايديهم ، وبكل وقاحة يؤكدون لنا أن تاريخ الابادة الذي جاءنا بالتوارد جيلاً بعد جيل ، وموثقاً باقوال المؤرخين ، ولا يزال يعيد نفسه اليوم وغداً ويؤكد صدقه ، ما هي إلا اساطير الاولين !

 وحقيقة معجزة نقل الجبل الشرقي ، الذي اطلق عليه فيما بعد بجبل المقطم ، والتي حدثت في عهدالانبا ابرآم بن زرعة السرياني ، البابا الثاني والستين ، وفي زمن الخليفة المعز لدين الله الفاطمي وبواسطة القديس سمعان الخراز ، والتي يؤكدها تاريخنا الكنسي ، وعلماء الجيولوجيا ، هي أيضاً لا يصدقونها ويسخرون منها !

وحقيقة ظهور السيدة العذراء في كنيستها بالزيتون ، والتي توثقت احداثها داخلياً وعالمياً بادلة وبراهين لا يمكن دحضها ، ينكرونها ويضربون بالتاريخ وباقوال المؤرخين وجهها ولا يزالون يكابرون مع ظهوراتها في هذه الايام المباركة ؛ فتارة يدعون بانها اشعة الليزر مع انها ضد خواصه وقوانينه ! ، وتارة اخرى يشبهونها بظاهرة فيزيائية تعرف بظاهرة القديس ألمو ، ولم يتساءلوا لمرة واحدة لماذا لاتمنح هذه الظاهرة بركاتها إلا لقباب ومنارات الكنائس وتحرم منها مآذن الجوامع ، وقبة جامعة القاهرة ، وقبة مجلسي الشعب والشورى ؟!..

أما أقسى تعليق اطلق على هذه الظهورات ، فهو من ابتكار احد من يطلق عليهم بالمفكر القبطي ، فقد قال : "أن الشيطان يمكن أن يصنع المعجزات ويظهر فى أى شكل ويتشكل فى أى هيئة " ، ونسى جمال اسعد أن الشيطان هو ضد المسيح منذ حاربه في البرية ، ولايزال يحاربه في شعبه ، فكيف يمجد الشيطان كنيسة من هو ضده ، ويدعمها بمثل هذه الظهورات ؟!..
انهم لن يصدقوا ؛ فنحن في نظر البعض كفرة ، وكيف للكفرة أن تكون لهم مثل هذه الاعاجيب والكرامات ؟!. ، وفي نظر البعض الآخر ، أننا لم نستنر بعد بالفكر اللوثري الذي لا يقر بمثل هذه الظهورات !

انهم لن يصدقوا ؛ لأنهم لا يريدون أن يصدقوا ، فالاعترف بالحقيقة يدينهم ، ويستتبعه تغيرات جوهرية في ايمانهم ومفاهيمهم الدينية ، وهى قرارات ستظل صعبة على أنفسهم 
انهم لن يصدقوا ؛ فماذا نرتجي من الذي لا يصدق حتى نفسه أن يصدق ولو قام واحد من الموتى ؟!...
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ٥ تعليق