الأقباط متحدون - مخطط الإرهاب في سيناء
أخر تحديث ٠٨:١٧ | الثلاثاء ٢٤ سبتمبر ٢٠١٣ | توت ١٧٣٠ ش ١٤ | العدد ٣٢٦١ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

مخطط الإرهاب في سيناء

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

كتب : شريف إسماعيل
لقد استوقفتني التصريح الذي أدلي به المتحدث الرسمي لوزارة الدفاع يوم ١٥ الجاري، بأن القوات الأمنية المشتركة ضبطت  ثلاثة خفافيش طائره  داخل احد مخازن الأسلحة ، أثناء تنفيذ هجوم بشمال  علي قرية الجورة بالشيخ زويد ،، وهو مؤشر يؤكد أن هناك نقلة نوعية وتطور في أساليب العمل الإجرامي  باستخدام الإرهابيين لوسائل متطورة في تنفيذ عملياتهم ، فالخفاش الطائر يزن حوالي ٢٠كجم ولة القدرة علي التحليق علي ارتفاع يصل إلي ٢٠٠ متر ولمدة تصل إلي ٤٥ دقيقة ويطير بنظرية الطيران العمودي.

والسؤال هنا ، كيف وصلت تلك الوسيلة إلى العناصر التكفيرية ؟ و كيف تلقوا التدريب علي هذه المعدة ؟
إن هذا السؤال يقودنا الي العديد من الحقائق والتي باستعراضها نستطيع الوصول الي حقيقة الموضوع ، فبداية استخدام الخفافيش الطائرة و توظيفها في العمليات العسكرية في تاريخنا الحديث  العربي ، كانت  عام ١٩٨٧ بمنطقة البقاع اللبناني ، حيث نفذت القيادة العامة للجبهة الشعبية أول عملية ضد إسرائيل عندما دفعت أربعة خفافيش انطلاقا من البقاع اللبنانية ، هاجمت خلالها معسكر جيبور بمنطقة نهاريا ، ثم تابعت القيادة العامة تنفيذ عدة عمليات حتى عام ٢٠٠٠ ،وقد أكدت الموساد أن عناصر القيادة العامة  قد تلقت تدريباتها بمطار للطيران الشراعي بريف دمشق و الذي أغارت علية إسرائيل عدة مرات كان أخرها في مايو٢٠١٣.
وتجدر هنا  الإشارة  إلي أن  التنفيذ النوعي لمثل هذه العمليات قد توقف منذ عام ٢٠٠٠،  نتيجة فشل كل العمليات  التي تمت باستخدام الطيران الشراعي بسبب  قدرة إسرائيل علي اكتشاف العمليات قبل وقوعها .

وفي سياق متصل أشار موقع "ديبكا "التابع لجيش الدفاع الإسرائيلي  عام ٢٠٠٦ ، أن  المخابرات العسكرية الإسرائيلية "الشباك"، رصدت دخول مجموعات من عناصر القيادة العامة و التي تلقت تدريبات علي استخدام المظلات الطائرة بكل من دمشق و طهران، الي قطاع غزة  ، حيث تمكنت القيادة العامة بالتنسيق مع حكومة حماس من تهريب أعداد من الخفافيش الطائرة مفككة وعلي فترات زمنيه متباعدة تحت بند  قطع الغيار ومعدات مستوردة لصالح ميناء الصيد بغزة .
ومن الملفت للنظر ان هناك استحالة من  استخدام الطيران المظلي الشراعي أو العمودي في أية عملية من داخل غزة بسبب منطاد المراقبة الذي تراقب بيه إسرائيل المناطق الحدودية، فضلا عن استخدام إسرائيل لطائرات بدون طيار لها مهام استطلاعية وقتالية، تتواجد فوق سماء غزة علي مدار اليوم.

 وهنا يجب ان يستوقفنا تاريخ دخول الطائرات الشراعية إلى غزة  وربطة بأحداث المواجهة بين الشرطة و التكفيريين بسيناء ، فهو نفس التاريخ الذي احتدم فئة الصراع بين  الدولة والعناصر الإجرامية و التكفيرية بسيناء، بعد تفجيرات شرم الشيخ و ذهب، وتحصن تلك العناصر بجبل الحلال ومحيطه ، ومن هنا اكتملت بعض معالم الصورة ، فقد دفعت طهران بعدد من عناصر القيادة العامة إلى غزة بهدف أدخلهم الي سيناء لتدريب العناصر التكفيرية و تجميع مجموعة من الطائرات الشراعية لاستخدامها في عمليات رصد أماكن وتحركات قوات الشرطة و التي منيت في حينه بخسائر كبيرة فى الأرواح و العتاد ، فضلا عن استخدامها في نقل الصواريخ  الي جنوب سيناء و آلتى كانت تطلقها فصائل محسوبة علي الجهادية الفلسطينية علي مدينة إيلات ، بالرغم من الحصار والطوق الأمني المفروض علي شمال سيناء .، مع أهمية ربط ذلك بالمصالح السياسية  في حينه لطهران و الفصائل الفلسطينية العشر المحسوبة علي دمشق، وعدم ارتياح حكومة حماس بعد الانقلاب علي السلطة الفلسطينية و الاستقلال بغزة من  سياسات مصر سواء تجاه الانقلاب الحمساوي أو تجاه سياسات سوريا وإيران في إدارة ملف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية  ولتي كانت دمشق  تسعي لتعطيله لصالح بدأ المسار السوري الإسرائيلي  ، كما كانت طهران  تسعي لدور  للتحكم في استقرار امن الشرق الأوسط وإسرائيل من خلال دعم موقف سوريا و رعاية حماس وحزب الله كورقة تستخدمها طهران في مفاوضات الملف النووي مع الغرب ، فكل هذه المصالح تلاقت في حينه علي أهمية ضرب الاستقرار في مصر بهدف إحراجها دوليا ، و أعطاء فرصه لليمين الإسرائيلي بأن يزايد في تطرفه فضلا عن إلهاء مصر في قضايا داخلية.

كرر هذا السيناريو أمامنا  الآن ، ولكن بتعديل بسيط فى المشهد ، فالقوات المسلحة تحكم قبضتها علي الوضع الأمني بسيناء ، وتقوم بتدمير الإنفاق ، وتضرب بؤر الإرهاب التكفيري و تسيطر علي حركه المعابر ، هذا بالإضافة الي دعم السياسة المصرية لموقف الرئاسة الفلسطينية الشرعية ، كل هذه العوامل ، فضلا عن التغير الدراماتيكي الذي طرأ علي ملف العلاقات المصرية مع حماس بعد سقوط حكم مرسي و الإخوان ،  فكل هذه العوامل مجتمعة ساهمت بشكل مباشر في محاولات القسام فرض واقع امني فوضوي علي شمال سيناء ،باعتبار ان سيناء تمثّل الفناء الخلفي لغزة و الوطن البديل و الذي خططت له واشنطن وتل أبيب مع الإخوان المسلمين.


 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter