قال فريد الديب، محامي الرئيس الأسبق حسني مبارك، إن موكله يؤمن أن ما حدث في «25 يناير» لم يكن ثورة، وإنما كان افتعالاً لثورة انقضت فيه جماعة الإخوان المسلمين على انتفاضة الشباب الطاهر المسالم.
وأضاف «الديب»، في حواره لـ«المصري اليوم»، أن مبارك لم يقل «إما أنا وإما الفوضى» كما يردد البعض، وإنما حذّر من الفوضى التي بدأت معالمها في الظهور اعتباراً من يوم 28 يناير، وكان يستطيع أن يقمع المظاهرات أو السفر للخارج لكنه لم يفعل لأنه لا يقبل الهرب.
وتابع محامي الرئيس الأسبق أن إدارة المجلس الأعلى للقوات المسلحة السابق لم تكن موفقة وانتهت بالإذعان لتهديدات الجماعة، ولو أكمل مبارك مدته لسُلّمت السلطة بسلمية، وما وصل الإخوان للحكم.. وإلى نص الحوار:
بعد مرور 3 أعوام على رحيل مبارك كيف ترى المشهد السياسي في مصر؟
- المشهد السياسى فى مصر الآن لخَّصه مبارك نفسه فى خطابه الموجه إلى الأمة بتاريخ 1 فبراير 2011، حين قال إنه يرجو التريث حتى انتهاء مدته وانتخاب رئيس جديد طبقاً للدستور الذى كان قائماً حتى لا تحدث فوضى فى البلاد، ولم يقل «أما أنا وإما الفوضى» كما يردد البعض، وإنما حذر من الفوضى التى بدأت معالمها فى الظهور اعتباراً من يوم 28 يناير 2011.
لماذا هذا التاريخ تحديداً ترى أنه بداية الفوضى؟
- لأنه تاريخ بدء تنفيذ الخطة الأمريكية لانقضاض جماعة الإخوان الإرهابية على الحكم، وحرص مبارك على أن يؤكد أنه سوف يرحل ولن يرشح نفسه أبداً، لكن جماعة الإخوان الإرهابية ألهبت مشاعر الناس وخدعت المواطنين بأكاذيب وشائعات، ولكنهم لم ينجحوا فى تصعيد المطالب إلى رحيل الرئيس مبارك، فبادر الرئيس من تلقاء نفسه ودون أى ضغط من أحد إلى التنحى حقناً للدماء، ورأى أنه لن يتيسر إدارة شؤون البلاد إلا بواسطة القوات المسلحة فكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شؤون البلاد ورحل.
وهل كان مبارك يملك خيارات أخرى غير التنحى؟
- نعم.. لقد كان يستطيع أن يقمع المظاهرات كما كان يستطيع السفر للخارج، لكنه لم يفعل هذا ولا ذاك، لأنه لا يقبل ولم يقبل فى يوم من الأيام إراقة دماء المصريين، كما لا يقبل- وهو المقاتل الواثق من نفسه- الهرب إلى الخارج، وواجه بل ويواجه جميع الاتهامات والمحاكمات بصدر رحب دون ضجر أو تململ أو اعتداء على القضاء وهيبته.
لكن إدارة المجلس العسكرى للبلاد والتى اختارها مبارك لم تكن جيدة من وجهة نظر الكثيرين بل وصلت بنا إلى حكم الإخوان؟
- أنا وإن كنت أرى أن تكليف المجلس العسكرى بإدارة شؤون البلاد يعتبر مخالفاً للدستور الذى كان قائماً، وهو دستور 71، إلا أن مبارك كان لديه حس أمنى وطنى تشكل لديه من خبرته الطويلة منذ كان نائباً لرئيس الجمهورية ولسنوات طويلة بعدها لمدة 30 عاماً تأكد فيها أن جماعة الإخوان الإرهابية لا تحمل خيراً لمصر، وإنما تسعى للسلطة والقفز على سدة الحكم لتنفيذ المخطط الأمريكى الحقير، وهو مشروع الشرق الأوسط الجديد الذى كان يستهدف مصر وإثارة الفوضى فيها، وكان يرى أن الوقوف أمام هذا المخطط لن يتيسر إلا للقوات المسلحة بصرف النظر عن أن ممارسات المجلس الأعلى للقوات المسلحة لم تكن موفقة فى هذا الصدد، وكانت مخيبة للآمال، بحيث انتهى الأمر إلى تمهيد الأرض والإذعان لتهديدات تلك الجماعة الإرهابية لكى تصل للسلطة وتتغلغل فى مفاصلها على الوجه الذى رأيناه وانتهى بتملك السلطة، وعاثوا فساداً وإفساداً حتى هبَّ الشعب فى ثورته الميمونة يوم 30 يونيو.
لكن ألا ترى أن هناك فرقاً بين المجلس العسكرى السابق والحالى؟
- لقد كان أداء المجلس العسكرى السابق غير موفق، ولا نستطيع اتهامه بالتواطؤ، وإنما «أرخى الحبل بشكل أو بصورة كبيرة» حتى وصل الإخوان للرئاسة، وإنما يحمد للقوات المسلحة برئاسة المشير عبدالفتاح السيسى أنها انتفضت للوقوف إلى جانب الشعب ومنع أذى الجماعة الإرهابية، فبدأ الأمن والأمان يعودان مرة أخرى وبدأت تدور العجلة، وسينتهى المشوار إلى تحقيق الاستقرار الكامل والنمو المرتجى.
وماذا كان شكل مصر من وجهة نظرك لو أكمل مبارك مدته؟
- كان من المؤكد أن السلطة كانت ستنتقل بسلمية تامة إلى من ينتخبه الشعب، وأستطيع أن أؤكد أن الشعب فى هذا الوقت ما كان ليختار الجماعة الإرهابية ممثلة له، لأنها ما كانت لتصل وتسيطر على مفاصل الدولة خلال الأشهر القليلة التى كانت متبقية لمبارك حتى انتهاء مدة ولايته، بل كانت الإخوان ستكون خارج المشهد تماماً ولا تفوز بأى شىء.
فى الذكرى الثالثة لرحيله ماذا يقول مبارك وبماذا يشعر؟
- إن مبارك يؤمن تماماً أن ما حدث فى 25 يناير لم يكن ثورة وإنما كان افتعالاً لثورة وانقضاضاً من جماعة الإخوان الإرهابية على انتفاضة الشباب الطاهر المسالم، ولعل الجميع يعلم علم اليقين أن مطالب الشباب فى أيام 25 و26 و27 يناير قبل ركوب الإخوان للثورة كانت تنحصر فى المطالبة بعدد من الإصلاحات نفذها مبارك كلها ولكن جماعة الإخوان الإرهابية والأمريكان الذين يقفون وراءهم لم يكن يرضيهم أى خير لمصر أو أى إصلاحات، وكشفوا عن حقيقة مقصدهم وأن هدفهم خلافاً لهدف الشباب الطاهر المسالم هو إسقاط الدولة وليس مجرد تغيير نظام.
وما رأي مبارك فى المشير السيسى؟
- يرى فيه أمل مصر نحو المستقبل، فهو رجل محترم، مستقيم، نظيف، عسكرى فى الأصل، ومنضبط، ويدرك حجم المسؤوليات جيداً، ويرغب بوطنية خالصة فى أن يخدم هذه الأمة، ولا يرى مبارك سوى السيسى لإدارة مصر، فهو يراه الأصلح.
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.