قصة طريفة للشاعر فايز البهجورى
فى يوم من الايام نظر شخص قبيح الوجه الى المرآة فرأى فيها " وجها قبيح الملامح" .
ولاحظ أنه فى كل مرة ينظر اليها يرى هذا الوجه القبيح. ضايقه ذلك كثيرا.
وفى احدى المرات قال للمرآة غاضبا : لماذا كلما نظرت اليك أرى هذا الوجه القبيح ؟
انه لأمر يدعو الى الاشمئزاز .
قالت له المرآه : معك فى ذلك حق . ولكن هل تسمح لى أن أسألك سؤالا .
قال الرجل وهو فى حالة غضب : اسألى .
قالت المرآة : أنا أيضا كلما نظرت أنت الىّ ينطبع على سطحى " صورة وجه قبيح".
ما ذنبى أنا أن يحدث لى ذلك ؟
انه أيضا " أمر يدعو الى الاشمئزاز" .
لم يجد صاحب الوجه القبيح ما يرد به على سؤال المرآة ، فقام وأحضر شاكوشا وحطّم به المرآة .
رأه ببغاء بداخل قفص كان بالقرب منهما ، واستمع الى الحوارالذى دار بينهما .
رفرف الببغاء بجناحيه وأطلق صيحة عالية ، وقال فى استنكار لما سمعه وشاهده:
وما ذنب المرآة حتى يحطّمها الرجل !!!
كان يجب عليه ، بعد أن كشفت له المرآة عن قبح ملامح وجهه ، أن يعوّض قبح وجهه " بحلاوة لسانه " لا أن يحطّم المرآة .
انه مثل الكثيرين غيره عندما يكشف لهم الآخرون عن عيوب فيهم ، بدلا من أن يصلحوا هذه العيوب، يهاجمون من لفت نظرهم اليها .
نصف الحقيقة خداع مقنّع
كان صادق عبد الحق يتعامل مع من حوله بطريقة غريبه .
كان يدّعى دائما أنه صادق فى كل ما يقوله . وأنه لا يحب الكذب ولا يحترم الأشخاص الذين يكذبون .
ولكنه كان هو نفسه يتعامل مع الآخرين بطريقة فيها خداع مقصود ، مغلّف بغلاف البراءة .
كان يتعمد فيما يعلنه أن يخفى نصف الحقيقة . ويذكر فقط نصفها الآخر المثير للجدل . ليحقق أهدافه دون أن يلجأ الى الكذب .
سأل مرة أحد أصدقائه : ماذا يمكن أن يحدث لشخص لو كان بين عحلات القطار ؟.
رد عليه صديقه قائلا : مؤكد أنه سيموت . سيفرمه القطار .
وعلّق صادق على رد صديقه قائلا :
وما قولك فى أنه حدث لى شخصيا ذلك .
لقد مرّت من فوقى كل عربات القطار، ولكنّى لم أمت .
وأؤكد لك أنّى لم أكذب فى ذلك .
ارتسمت علامات الدهشة على وجه صديقه . كيف يصدّق ذلك حتى ولو أكّد له صادق أنه لم يكذب فيما قاله ؟ فهذا أمر لا يصدقه عقل .
تركه صادق لفترة فى حيرته ثم قال له : قلت لك أن هذا حدث معى .
لقد مرّ من فوقى القطار بكل عرباته ، ولم يحدث لى أى ضرر.
لأنى " كنت تحت النفق ".
وهنا ضرب الصديق كفا على كف وهو يقول: حقا أنت لم تكذب . ولكن حجبك نصف الحقيقة أسوأ من الكذب نفسه .
فمن يقول الكذب يوجد احتمال كشفه بقرائن أخرى.
ولكن " قول نصف الحقيقة " و "التعتيم على نصفها الآخر" من الصعب اكتشافه .
وفى مرة أخرى كان صادق يتريّض مع بعض أصدقائه على كورنيش النهرفى الضفة الشرقية منه. وهنا قال لأصدقائه :
فى يوم من الأيام عبرت هذا النهر من هذا الشاطئ الى الشاطئ الاخر ذهابا وايابا عشرة مرات متوصلة ولم أشعر بأى تعب .
قال له أحد أصدقائه هل هذه كذبة أبريل ؟
رد عليه صادق قائلا " قلت لكم أنا لا أكذب . ونحن لسنا فى شهر أبريل .
وسأله صديق آخر: اذن كيف حدث ذلك ؟
قال صادق فى بلاهة : لقد كنت مرافقا لصديقى فوق سطح مركب والده التى تتولى نقل الركاب من البر الشرقى الى البر الغربى للنهر .
وضحك الحاضرون من طريقة صادق عبد الحق فى رواياته للأحداث .
يذكر نصف الحقيقة ، يعبّر بها عن بطولة مزيفة قام بها .
ويتجاهل نصفها الآخر الذى يكشف زيف بطولته .
كثيرون يفغلون ذلك.