مينا ملاك عازر
الظروف الصعبة التي أمارس من خلالها عملي لم تتح لي أن أقدم كل إمكانياتي وخبراتي خدمة لأبناء حزبنا، هكذا أعاذ الفريق شفيق رئيس وزراء مصر الأسبق أسباب استقالته من رئاسة حزب الحركة الوطنية، فما هو أعلى المقال هو السبب الذي ساقه للحزب ليستقل من رئاسته، الفريق شفيق استقال، وقد لا تقبل استقالته وهذا هو الأرجح والأقرب للمنطق المتعارف عليه في بلادنا منذ خطاب التنحي وحتى لحظتنا هذه، وهذا أمر لم يعد يهمني أو يعنيني من قريب أو من بعيد لكن ما بات ضروري نقاشه هو لماذا استقال؟

وعليه أنا سقت العبارة إياها لنستدل منها على بعض أمور أراها هامة وهامة جداً، الفريق يقول أن استقالته من رئاسة الحزب جاءت للظروف الصعبة التي يمارس من خلالها عمله، الأمر الذي لم يتح له أن يقدم كل إمكانياته وخبراته خدمة لأبناء الحزب، للأسف الفريق شفيق لم يفسر لنا تلك الظروف بشكل صريح، وقد يعيذ البعض هذه الظروف الي تلك التي نعلمها ، والتي سيترجمونها من بقائه في الخارج وعدم قدرته على العودة، ذلك الأمر الغير مبرر للآن والغير مفهوم، السبب من قبله ومن قبل محبيه، حسناً، ولكنك سيادة الفريق أسست الحزب وأنت بالخارج، واستمريت في رئاسته حوالي الثلاث سنوات ولم تعقك الظروف هذه من تأسيس الحزب ورئاسته، إذن ما هي تلك الظروف التي طرأت عليك وعلى الحزب لتتخذ هذا القرار، عليك أن تفصح وتفضح ولا تبقى كما قلت عن نفسك ساكت وملموم، فلا أحد الآن من حقه السكوت في وقت حساس كهذا، فإن كان لديك معلومات وتضن علينا بها فأنت تخطئ في حقنا قبلما تهدر حقك.

سيادة الفريق، أنا أتفهم أن الاستقالة في جوهرها موجهة لأعضاء حزبك أو ما يعرف بحزب الحركة الوطنية، لذا قلت أنك لا تستطع خدمة أبناء الحزب، ولكن دعني أكون أكثر عمقاً، الحزب في حد ذاته مؤسس ليس للفريق شفيق، الحزب عمل عام والمشتغل به يرنو لخدمة الوطن، إذن ابتعادك عن رئاسة الحزب  يعني في جوهره عدم قدرة على خدمة الوطن، وما قلته في استقالتك هذه يعكس عدم فهم الكثير من ساسة مصر أن الأحزاب كلها من المفترض أنها منشأة لخدمة الوطن، ولا جدال أن الوطن يفتقد خدماتك وخبراتك وإمكانياتك بل يفتقد للكثير من إمكانيات وخدمات وخبرات الكثيرين من الشخصيات العامة والحزبية بسبب عدم إتمام الانتخابات البرلمانية التي كان من شأنها أن تعطي الفرصة للجميع للانخراط في العمل السياسي والعمل العام، فأنت لست الوحيد الذي تعاني من هذه الظروف.

اللهم إلا إذا كان هناك ظروف موجهة تخصك أنت وتزيد عليك الأمور سوءاً، وقد يكون هذا ما يتلامس مع حجب حوارك الإعلامي مع الأستاذ عبد الرحيم علي وهو ما أشعرك في أنك مرفوض من الظهور الإعلامي، وهو ما سبقه منعك من العودة وترقب وصولك ما يعني هو الآخر منعك من التواجد السياسي، والسؤال هنا، لماذا يرفضون عودتك وظهورك سياسياً؟ ألا يعرف من يفعلون هذا أنهم بهذا يسيئون للنظام ويحيطونه بالشبهات ويؤكدون تواطؤ البعض لإنجاح مرسي وإفشالك وإسقاطك في الانتخابات الرئاسية قبل السابقة ويبدو أن هؤلاء الرافضين لك لم يزل لهم الكلمة العليا في البلاد دون النظر لمصلحة البلاد نفسها.

المهم، لماذا يرفضونك ويعيقونك؟ المهم أن تفصح لنا عن تلك الظروف وعن من هو الذي يعاديك بغض النظر عن إن كنت معك أو ضدك، لكن من الحق لي ولجموع المصرين أن نعرف من ذلك الخفي الذي أهل مرسي للحكم وأبعدك؟ وللآن يتحكم في مفاصل الدولة دون أن يظهر للعلن أو يظهر لنا وجهه الحقيقي لعلنا بهذا نكشف الكثير من الحقائق الغائبة عنا منذ ثورة يناير وحتى الثلاثين من يونيو بل وللآن حيث استقالتك.