الأقباط متحدون - ليكونوا واحدا كما نحن ..!!! يوحنا 17 : 11
أخر تحديث ٢٣:٣٧ | الثلاثاء ١٦ يونيو ٢٠١٥ | ٩بؤونه ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٩٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

"ليكونوا واحدا كما نحن" ..!!! يوحنا 17 : 11

تقديم نبيل المقدس
     ما أسفت له , وبعد ما يادوب إنتهينا من إزدراء الدكتور عمارة للديانة المسيحية علي أنها ديانة فاشلة .. وبعد جهد عظيم من جميع فئات الشعب المصري المسيحي و الإسلامي بمساعدة الميديا , في الإلحاح والضغط علي الحكومة بمعاقبة هذا الشخص , وفعلا وطبقا بما هو موجود في بعض المواقع .. تم تحويل الدكتور صاحب مشروع القيام بالفتنة العظمي إلي النيابة , و لولا أن عنصري الأمة متلاحمان , لكانا وقعا في مشاكل لا يقدر عقباها إلا الخالق نفسه . وبعد ما انتهينا من هذه المشكلة مباشرة ظهر فيديوعلي المواقع يطل من كادرها قس او كاهن ارثوذكسي يهاجم اخوته البروتستانت , ووصفهم بأسوء الكلمات لا يمكن ان تخرج من رجل كهنوتي , في وصف الأخرين الذين يدينون بدينه  بالذئاب .... إلخ . فكان عليّ أن اكتب هذا المقال , بدون أن أحمل ضغينة أو كراهية نحو إخوتي الأرثوذكس .. لكن فقط لكي ادق ناقوس الجرس للشعب القبطي بطوائفه , وأن نطيع وصايا الرب بالوحدة , وخصوصا نحن نمر بمرحلة خطيرة , وكل إعتمادنا علي الله وحده وعلي رئيسها وجيشها بالإضافة إلي الشعب المصري الواعي .

     إن وحدة المسيحيين ليست فعل أو عمل تضامني إنساني أو اتحاد قوى منسجمة أو رابطة ائتلاف بين مجموعات .. بل هي جوهر الإيمان وضروراته , حيث تؤمن جميع الطوائف "بكنيسة واحدة جامعة مقدّسة رسولية". إنها شهادة تدعو إلى الإيمان بالرب يسوع وبرسالته وبخلاصه، وتؤكد مصداقيته. إنها صورة الله الواحد الآب والابن والروح القدس. لذلك صلّى يسوع عشية مسيرته المقدّسة إلى الموت والقيامة من أجل وحدة تلاميذه، مشبهاً هذه الوحدة مع التي تجمعه بالآب والروح القدس: "يا أبتِ ليكونوا واحداً كما نحن واحد" (يو17 : 11) ولقد ربط "إيمان العالم" بالشهادة لهذه الوحدة: "ليؤمن العالم أنك أرسلتني".

    اكتشفت الكنيسة يوم ما تيقنت بأهمية الوحدة والتعددية في آن واحد .. إن هذه التعددية لم تُلغِ الوحدة في انطلاقة الكنيسة .. بل منحتها انفتاحاً وشمولية وغنى. لكن تدخل الشيطان  عجل بأن لم يَبْق الانسجام بين التعددية والوحدة في الجماعة المسيحية الأولى زمناً طويلاً. وأصبح غير حاضراً بشكلٍ فعّال على مرّ العصور. لقد حدثت انقسامات عديدة على مرّ تاريخ الكنيسة أدّت إلى نشوء طوائف كثيرة، يتواجد معظم أنواعها في بلادنا العربية و التي يشكل المسيحيون فيها مجموعة أقليات عُرفت باسم الطوائف المسيحية.

    "صادفَ الإنجيلُ منذ البداية، في المنطقة الشرقية من البحرِ الأبيضِ المتوسِّط، شعوبًا ولغاتٍ وحضاراتٍ عريقةً متنوِّعة، وهي حضاراتُ مصر ..  وما بين النهرين .. والحضاراتُ اليونانية .. والسريانية .. والأرمنية الخ... وقد بشَّرَ الرسلُ وخلفاؤهم بعمل المسيحِ  بكلِّ هذه اللغات المختلفة والحضارات، وعبَّرَ المؤمنون عن إيمانِهم من خلالها .. وهكذا اتخذَتْ الجماعاتُ المسيحية أوجهًا حضاريةً مختلفة ..  وأخذتْ تكوِّنُ جيلا بعدَ جيل تقاليدَها الخاصةَ بها. تجسَّدَ الإيمانُ في الحضاراتِ فأنعش فيها روحًا جديدة .. كما تجسَّدَ المسيحُ في طبيعتِنا البشريةِ فخلِّصَها.

إنّ هذا التنوُّعَ هو ثروة كبيرة للكنيسة. والسببُ في ذلك بسيط : لا تقدرُ أيةُ لغةٍ أو حضارةٍ أن تدعي إدراك مقدار حبِّ الله الذي ظهرَ لنا في المسيحِ إدراكًا كاملاً ..  بل ولا تقدرُ أن تعبِّرَ عنه كما يجب .  فقد حاولَتْ كلُّ حضارةٍ من حضاراتنا الشرقية التقرُّبَ من هذه المحبة من زاويةٍ مختلفة، وبحسب ما يتناسب مع بعض ميزاتها الخاصة. فلو استطعْنا الجمع بيَن هذه الزوايا والميزات ..  لتمكَّنتْ الكنيسةُ في جامعيَّتِها من التوصُّلِ إلى معرفةٍ أعمقَ وتعبيٍر أدقَّ لهذه المحبة التي لا تُوصف.

     يحتاجُ التنوع إذًا إلى الوحدةِ والشركةِ ليدركَ كاملَ معناه.  والوحدةُ بدورِها لا تلغي التنوُّع .. بل عكس ذلك تزدادُ الحياةُ الكنسيةُ به غِنى، والاحتفالاتُ الليتورجيةُ أي الممارسات الطقسية التي تخدم الشعب تصير مبهجة ، وتصبحُ كلمةُ الله معه أكثرَ فعالية، إذ يضعُها التنوُّعُ في الصورةِ المناسبة لتنوع الجنس البشري .. لكن  مع الأسف، غالبًا ما أصبحَ هذا التنوُّعُ عبر التاريخ "انقسامًا" في حياةِ الكنيسة. والأسبابُ التي أدَّت إلى ذلك كثيرة. وبعض هذه الانقساماتُ و الباقيةُ حتى اليومِ تشكِّلُ مصدرَ ضعفٍ للجمهور المسيحي في منطقتنا بصورة بشعة ، بل صارت مصدرا خطرا لمستقبلِ الحياة المسيحية .

    المحبة بين الطوائف المختلفة والتي تؤمن بالقانون الإيماني هي الوصية الأولي والعظمي والوحيدة لتحقيق الوحدة التي طلبها المسيح لنا من الآب , وكما طلبها منا مرارا , فوصية المحبة جاءت كحالة إلتزام " هذه هي وصيتي أن تحبوا بعضكم بعضا كما أحببتكم " يوحنا 15 : 12 .. !

     المحبة هي ثمرة حتمية للعلاقة الإيمانية التي تربطنا بالله , وغيابها يعني غياب الإيمان المسيحي كله , وغياب الله من حياتنا .. أما وجود المحبة ونشاطها وفرحها بالبذل من أجل الآخرين , فهذا يعني حصور الله في روح الإنسان , وإعلانا عن إيمان حار وفعال .

    إتركوا الطقوس واجعلوها امر خاص مقدس لشخصك انت, والتي تتوقف علي اية طائفة تنتمي إليها .. بل الأهم علينا ان نركز عيوننا علي شخص الرب .. فعندما تقف امامه في يوم الدينونة سوف لا يسألك عن إسم ملتك .. بل سيضع أذنه علي قلبك , ففي حالة ما يسمع دقات قلبك تدق نغمة  تتوافق معه سوف يحصنك ويعطيك مكان معه في الفردوس ... اما لو سمع صوت قلبك فيه نشاذ , ومهما كانت ملتك سوف يكون مصيرك " طرحك في أتون النار. حيث هناك يكون البكاء وصرير الأسنان " ............!!!

أخيرا كلمة إلي هذا الكاهن او القس صاحب فيديو عجب العجاب ... نحن وأنت أحباب ... لأننا ابناء رب الأرباب ...  أما الذئاب , فهم الذين لا يقبلون الأخر من الأصدقاء والأغراب  ... ويشحنون الكراهية في الألباب ... والتباهي ان  الحق أنتم له الوحيدين أصحاب  ... فمُباركة لك بإسم الآب , ونحن نصلي من أجلك لكي نلتقي جميعنا علي السحاب ...! أمين .

**المراجع : بعض الدراسات من المواقع ... تفسير متي المسكين ... الكتاب المقدس .
www.youtube.com/watch


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter