الأقباط متحدون - علامة في قلب الكنيسة
أخر تحديث ٠٥:٣٨ | الثلاثاء ٤ يونيو ٢٠١٣ |   ٢٧ بشنس ١٧٢٩ ش   |   العدد ٣١٤٧ السنة الثامنة  
إغلاق تصغير

علامة في قلب الكنيسة

 بقلم : نشــأت عــدلي  

 
عجيبة أعمالك يارب في قديسيك .. نعم .. فأنقياء القلب يعاينون الله .. وقد أنجبت الكنيسة بنعمتك الكثير منهم كعلامات مضيئة في قلب كنيستك .. وقلوب أبنائك المخلصين تشتعل حبا وفرحا بكل شعلة تضيئ الكنيسة .. فكل شمعة أضاءت قلوب أبنائك لن يضيع وهجها مهما حاول الأخرون أن يطفئوا هذه أو يقللوا من شأن هذه الشعلات .
 
نحن شعب إعتاد أن يصدق أكاذيبه بل ويصنع منها حقائق تذهل العقول .. نصنع التاريخ بأنفسنا تحت سطو اللحظة .. وبعد أن تزول ..  نفيق .. ويرجع التاريخ ليُكتب بكل صدق وموضوعية . 
 
في كل هذا كان رجال الله الحقيقين لا يشغلهم سوى الله ولا يهتمون إلا بما يرضى الله .. لذا لم يكن العالم أو التاريخ يهمهم في شيئ  وكان همهم الأعظم هو محبة الله المنحوتة داخل قلوبهم وإرضائة بكل الوسائل الروحية 
والأب متي المسكين سيظل شعلة مضيئة لن ينطفئ ضيائها وتأثيرها داخل كل قلوب شعب الكنيسة .. لأنه لم يسعى يوما وراء المجد الباطل أو شهرة زائله وبرغم هذا فقد كانت الدنيا بأسرها تسعى وراءة  .. ولم يسعى يوما أن يكتب تاريخة أو إنجازاته في حياته .. ربما بعض وريقات عما مرّ به ولكن أبنائة هم الذين كتبوا عنه .. والكثير من الكتّاب المتتبعين للحركة الرهبانية في مصر وتجربة دير أبو مقار خاصة .. أبونا الحبيب كان جُل إهتمامه هو إلتصاقة بالرب .. لم يلتفت للوراء أبدا بل ثبت نظرة للأمام .. وهذه طبيعة الذين كرسوا حياتهم بصدق إلي الله .. لم يلتفتوا أو يهتموا بما يقوله التاريخ عنهم  بل همّ لم يلتفتوا إلي التاريخ أصلا .. فالتفت التاريخ إليهم ... لم يتنظروا نصرة من أحد فنصرهم الله بقوة .. والتاريخ بكل صدقه وموضوعيته .. فجعلهم في أنقي صورة .. وهو(التاريخ )  لم يتجمل عليهم بل هم كذلك بطبيعتهم التي إكتسبوها من الله ... لم تكن له سطوة أو مركز قوي لكن شخصيتة الممنوحة له من الله وضعت عليه مهابة .. لذا إلي يوم رحيلة والكل ينتقده ويفند كتاباته علي أنها خارجة عن خط الإيمان السليم .. ومنعوا كتبه من أن تتداول في أماكنهم .. لكن لم يجرؤ أحد أن ينوه عن محاكمته أو مناقشته عما كتب لأنهم كانوا واثقين أن كل كتاباته صادقة لأنها من الله ومن الوعي الروحي والإستنارة الممنوحه له عن إستحقاق .. أبانا الحبيب لم يسعي إلي أحد .. ولكن الكل سعي إليه في إجتهاد .. لم يكن يشتهي سوي مغارة في الجبل يعيش فيها مع الرب منفردا متوحدا بعد أن ترك كل ماله من مقتنيات .. لم يكن يبغي وظيفة في العالم ولم يجد .. بل ترك كل ماله من العالم ولم يكن قليل .
 
لم يكن يعادي أحد .. بل الكل أحباؤة .. لم يُخرج كلمة نقد ضد أحد .. بل الكل كانوا مبروكين بالنسبة له وفي نفس الوقت ناقدين له .. كانت طوائف المسيح كلها محبوبة لقلبه .. كان الحب الحقيقي يملئ قلبه بكل صدق .. وهذه هي مشكلته .

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter