الأقباط متحدون - إرحموها .. ليرحمكم الله
أخر تحديث ١٣:٣٠ | الجمعة ٢١ مارس ٢٠١٤ | برمهات ١٧٣٠ ش ١٢ | العدد ٣١٣٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

إرحموها .. ليرحمكم الله

 إرحموها .. ليرحمكم الله
إرحموها .. ليرحمكم الله
بقلم : مايكل دانيال
كل سنة و أنتي طيبة يا ماما .. 
كلمة تتردد كثيراً في هذه الأونه بمناسبة (عيد ألام) .. و هنا -  في هذا المقال -  لن أتحدث عن هذا اليوم و الذي أعتبره (يوماً للوفاء) حيث أستفاض الكثيرين في الحديث عنه و من كافه جوانبه ، حيث سينصب حديثي في اتجاه مغاير تماماً .
 
 في البداية و مما لا شك فيه ، ان الأنثي هي "حجر الاساس" في اي مجتمع ، فاذا كان ألاساس سليم سيكون البناء سليماً ، أما اذا كان الأساس ضعيف او مهتز فسينهار البناء بسهولة مع أول عصف للريح حيث لن يقوي علي الصمود  .. 
و هنا التساؤل : كيف سيكون البناء سليماً و كيف ننتظر مستقبل مٌشرق أذا كنا نحن من يدمر حجر الاساس هذا من المهد !
قد يتعجب البعض من سؤالي و الذي أنهيته بعلامة للتعجب ، و لكن للأسف فهذه هي حقيقة ما نفعله في مجتمعاتنا الشرقية .. 
فحينما تولد أنثي قد يتشح البعض (في قري الصعيد تحديداً) بالسواد .. بينما مازال البعض الآخر يعتبرها عورة !
و حينما تصل الفتاه الي بداية سن المراهقة نجد اشد أنواع التأثير (الفكري و الوجداني) عليها بالتحرش اللفظي و الجسدي و الذي قد يصل - أحياناً - الي الاغتصاب مما سيعزز بداخلها فكرة أنها فقط مجرد جسد لمتعه الرجل !!
و حينما تبلغٌ سن الشباب نجد أن مقدار نجاحها – من وجهه نظر الكثيرين -  يتلخص في أرتباطها بزوج مناسب ، و لاسيما اذا كان في وضع متميز أجتماعيا و مادياً ، بينما يعتمد مقدار نجاحها في حياتها بعد الزواج فقط علي مدي سعادة زوجها و أبناءها دون النظر الي ما حصلت عليه هي من شهادات او مدي التفوق العلمي لها او حتي دون النظر الي اي انجاز حققته في مجال عملها ، و هنا انا لا أنٌكر ان هذا هو الدور ألاساسي (للزوجة) و لكن هناك نجاحات أخري لها كــ (أنثي) يجب ان توضع في الاعتبارحينما نتحدث عنها بينما نجد ان المجتمع يتجاهل هذه النجاحات عمداً !
فأذا ما وضعنا كل هذا نٌصب أعيننا و نحن نٌعيد قراءة المشهد ، بينما نتذكر مبدأ ارسيناه من البدايه و هو أن (الانثي) هي حجر الاساس في اي مجتمع ، سنجد ان تلك التصرفات تٌدمر حجر ألاساس هذا (نفسيا و جسدياً) من البدايه ليُنتج لنا فتاه مشوهه فكرياً و سينعكس هذا التشوه عليها حينما تتزوج و علي أسلوب تربيتها لأولادها و خصوصا ألاناث منهم !
 
حيث ان البعض قد تضيق الخناق علي ابنتها – دون قصد منها – بدافع الخوف عليها من المجتمع حيث أن لهذه الأم ذكريات سيئة في هذا الشأن ، مما سيجعل هذه الابنه منعزله عن المجتمع تعاني الخوف دائماً بسبب ما زرعته بداخلها أمها (المشوهه نفسياً)  من مخاوف .
 بينما سنجد البعض الاخر و هم الاكثرية و خصوصا من الطبقه الاعلي فكرياً و القادره مادياً ، يفكرن في الهجرة لتتربي بناتهم في مجتمع صحي حتي ولو كان مخالفا لمجتمعنا في عاداته و تقاليده !
كل هذا سينشيء لنا في المستقبل جيلاً مشوهاً بمفاهيم مغلوطة .. 
لهذا ، فرسالتي اليوم للمجتمع في عيد الام هي ان (ترحموها ليرحمكم الله) و هنا حديثي عن كل فتاه سواء مازالت طفله – مراهقة او شابه لتكون بالفعل هي (ألام الفاضلة و السليمة نفسياً) في مستقبل مشرق لمجتمع صحي و ناضج .
و كل عام و كل أمهاتنا بكل الحب .. الخير .. و السلام .

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter