CET 00:00:00 - 12/01/2010

مساحة رأي

بقلم: صبحي فؤاد
تصورت عقب  حدوث الجريمة البشعة الاخيرة ضد المسيحيين ليلة احتفالهم بعيد الميلاد بعد دقائق قليلة على خروجهم من كنيستهم .. تصورت حدوث هذة المصيبة والكارثة سوف تحرك مشاعر القيادات السياسية فى مصر وتدفهم لاستنكار ما حدث فورا وبلا تردد .. وتصورت ان ضمائر الغالبية العظمى من الصحفيين والاعلاميين المصريين سوف تتحرك مشاعرهم واحاسيسهم  لكتابة كلمة حق تشهد لهم عندما يواجهون خالقهم يوم الحساب .. تصورت ان مصر بكل فيها ومن عليها من سكان سوف يهبون بصوت واحد صارخين مستنكرين ومنددين ورافضين للجريمة البشعة التى ارتكبت..وتصورت ان رئيس الجمهورية سوف يقيل وزير داخليتة لفشلة الشديد عن توفير الحماية والامن للاقليلة المسيحية وعجزة عن منع تكرار حدوث هذة الجرائمة المروعة ضد الابرياء .

ولكن للاسف كانت تصوراتى فى غير موضعها فلم يقيل الرئيس وزير داخليتة او اى مسئول عن الامن فى صعيد مصر .. ولم نرى من بين ال 80 مليون مصرى سوى قلة قليلة تحركت مشاعرهم ووجدانهم واهتزت ضمائرهم  وقالوا كلمة حق كان من ضمنهم فضيلة شيخ الازهر الدكتور سيد طنطاوى ووزير الاوقاف  والصحفى الشجاع ابراهيم عيسى وطارق حجى وغيرهم من المصريين الاصلاء النبلاء الذين كنت اتمنى ان ذكر جميع اسماءهم .
وعلى عكس هؤلاء الاصلاء من ابناء مصر وجدنا البعض الاخر يقولون ان ماحدث كان نتيجة لاتهام مسيحى بالاعتداء على فتاة مسلمة .. اى ايجاد العذر للقاتل ومنحة شهادة البراءة قبل تقديمة للمحاكمة ... وقد سمعنا منذ شهور نفس الشىء عندما حرق ودمر وخرب الغوغاء قرى كاملة وهجروا العيد من سكانها المسيحيين حيث  قالوا  انة الثار للاعتداء على الفتاة المسلمة .. كذلك وجدنا بعض التافهين المرضى يقولون ان هذة الجريمة البشعة كانت من فعل مليشيات قبطية رغم انة لا يوجد فى مصر سوى مليشيات تابعة الى الاخوان المسلمين المحظورين .. !! بالذمة دة كلام ياناس يصدر حتى عن اطفال الشوارع او مرضى مستشفى المجانين بالعباسية .

ووجدنا البعض يقول ان المجرميين لم يكونوا يستهدفون الاقباط فى ليلة عيدهم وانما اطلقوا النار عليهم لمجرد حتى الهرب من رجال الامن رغم انة لم يكن هناك من الامن فى تلك الاثناء الا حارس الكنيسة الذى لقى مصرعة ايضا ... ووجدنا من يتهم الاقباط بالمبالغة ويقول ان ما حدث مجرد جريمة قتل عادية لاتستهدفهم باى حال من الاحوال ولا علاقة لها بالطائفية ويحدث مثلها كل يوم العشرات على ارض مصر!!
ووجدنا الصحفى العاقل كمال عبد اللة عضو لجنة السياسات ورئيس تحرير جريدة روزا اليوسف يخرج تماما عن الموضوع ويتحاشى الخوض فى اسباب الجريمة ويتجنب ادانة مرتكبيها ومن وراءهم ويقوم بخبث شديد بتحويل الجريمة البشعة الى موضوع خلاف بين الاسقف كيرلس والمحافظ المسيحى!! .. طبعا هذا الكلام استخاف بمشاعر الاقباط وعقولهم وتضليل اعلامى كبير.

هذة هى للاسف عادة النظام المصرى تبرير كل مجزرة تحدث ضد الاقباط والتهوين والتقليل من شانها والاصرار على عدم معاقبة الجناة فى كل مرة مما شجع على تكرار حوداث القتل والاعتداءات على مقدسات وممتلكات واعراض الاقباط خلال السنوات القليلة الماضية .
حقيقة اننى لا اعرف الى متى الاستخفاف بهذة الجرائم العنصرية الطائفية البشعة التى ترتكب ضد الاقباط من قبل القيادة السياسية ووعلى راسهم الرئيس مبارك وكبار المسئولين فى مصر ؟؟... الى متى يستمر التهوين من شان وخطورة هذة الجرائم البشعة ليس فقط على الاقباط وانما على استقرار مصر وامنها القومى والاجتماعى وحاضرها ومستقبلها ؟؟ الى متى يلتزم الرئيس مبارك الصمت هو وكبار رجال الدولة حيال ما يحدث من جرائم تكرر  حدوثها ضد الاقباط رغم ان قيادات دول اخرى مثل بريطانيا وايطاليا وكندا والفاتيكان واستراليا وغيرهم قاموا باستنكارها ؟؟  

والى متى يستمر النظام فى انكار عدم وجود ازمة حقيقية وطائفية بغيضة ومشاكل كثيرة يعانى منها مايقرب من 18 مليون مسيحى مصرى وتجاهل كل الحلول المطروحة منذ سنوات لمعالجة هذة الاوضاع المتفجرة بطريقة سياسية  متحضرة وليس امنية وبوليسية وجلسات المصاطب وقبلات النفاق  بين بين رجال الدين المسلمين والمسيحيين وارغام المجنى عليهم للتنازل عن حقوقهم لصالح الجناة القتلة ؟؟
لعل جميع المسئولون فى مصرنا الحبيبة يدركون قبل فوات الاوان عواقب وخطورة النتائج التى قد تترتب على ما يحدث من اعتداءات همجية بربرية وجرائم طائفية وحشية ضد الاقباط

لقد علمتنا التجارب ان الافراط فى الظلم  يولد الانفجار .. ولا بالغ اذا قلت اننى وكثيرين غيرى من المحبين لمصر مسلمين ومسيحيين اصبحنا نرى حدوث هذا الانفجار المخيف على ارضها لايمكن حاليا استبعاد حدوثة فى القريب العاجل الا اذا حدثت معجزة من السماء وانتقل الحكم بطريقة سلمية  متحضرة من الرئيس الحالى مبارك الى حاكم مصرى جديد تكون مهمتة الاساسية والرئيسية عمل مصالحة وطنية بين جميع المصريين والقضاء على الطائفية البغيضة من جذورها تماما.
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق