CET 00:00:00 - 18/01/2010

مساحة رأي

بقلم: صبحي فؤاد
هؤلاء الثلاثة المجرمين الذين قتلوا بدم بارد ستة من المصريين المسيحيين واصابوا عشرات اخريين يوم ليلة عيد الميلاد 6 يناير الماضى بقدر ما هم جناة ويستحقون اشد العقوبات التى ينص عليها القانون المصرى ..بنفس القدر هم ايضا ضحايا لنظام حكم طائفى عنصرى فاشل زرع بذور الانقسام والكراهية والتعصب الاسود فى كل شير من ارض مصر وفى قلوب وعقول غالبية الناس البسطاء منذ تولى  الرئيس السابق محمد انور السادات حكم مصر فتعلموا كراهية الاخر غير المسلم  وعدم قبولة كشريك فى الوطن والمصير .. هؤلاء القتلة رغم ان اياديهم تلطخت بدماء الابرياء طبقا لما سمعنا وقرانا فى الصحف المصرية  الا انهم ايضا ضحايا لاعلام مصرى حكومى متحيز محرض رغم انة يمول من ضرائب المسلم والمسيحى ايضا .. واعلام اخر غير حكومى لا يعرف سوى اللة وحدة من يمولهم ويدفع لهم للتحريض ونشر الكراهية والسموم وتكفير غير المسلمين وتحليل دماءهم .. اعلام يكتب فية متطرفين متاسلمين  يسئون عمدا لاصحاب الاديان الاخرى ومقدساتهم ويقومون يوميا بالتحريض وبث الاكاذيب ضدهم وتكفيرهم واهانتهم والتطاول عليهم بدون ان يجدوا احدا من الدولة يعترض على ما يكتبون حماية وحفظا لوحدة ابناء مصر او حتى يقول لهم عيب .

ان هؤلاء القتلة الثلاثة اكيد سمعوا من بعض الشيوخ ان اليهود والمسيحيين كفرة اولاد قردة وخنازير .. لايستحقون التحية ولا سلام او كلام او تعامل مهم .. اكيد سمعوا  ان اجبار هؤلاء الكفرة على دخول الاسلام ثواب كبير لان دين اللة هو الاسلام ..وقتل الكفرة المسيحيين واليهود يجوز اذا رفضوا الدخول فى دين اللة الذى هو ايضا دين الدولة !!.. لقد سمعوا هؤلاء القتلة مثلنا جميعا من الرئيس السابق السادات انة رئيس مسلم لدولة مسلمة  فاذا كان الرجل الكبير الذى من المفروض ان يكون القدوة والاخ والاب والمثال الجيد لكل ابناء الوطن ينكر علانية وجود غير المسلم على ارض مصر ويرفض وجودهم فى وطنهم ووطن اجدادهم .. فلا عذر اذن للقتلة اذا اقتادوا بة وعملوا بتعاليمهم ووصاياة الهدامة وقاموا بقتل الابرياء

ان هؤلاء القتلة الثلاثة وغيرهم من الذين قتلوا مئات الابرياء من اقباط مصر هم ايضا ضحايا نظام عاجز فاشل غير ديمقراطى يعيش على التفرقة ونشر الكراهية بين ابناء الوطن الواحد .. نظام يستمد بقائة ووجودة من انهاك المصريين فى الصراعات الطائفية وكراهية بعضهم البعض واشغالهم بالتفاهات والقضايا الجانبية  .

ان ما يحدث فى مصر الان من صراعات طائفية وانقسام حاد بين المسلمين والمسيحيين هو نتيجة وحصاد اربعين سنة متواصلة من سياسة فرق تسد واللعب بورقة الدين والطائفية حتى لا ينكشف عجز الحاكم وفشل النظام فى معالجة المشاكل الرئيسية من اسكان وتعليم وصحة ومواصلات وتوفير فرص عمل لملايين العاطلين وزيادة الرقعة الزراعية وانفجار سكانى وتلوث البيئة ونقص المياة وغيرهم من التحديات.

ان حصاد مازرعة السادات من كراهية وعنصرية وتفرقة بين المصريين وما تغاضى عنة الرئيس الحالى حسنى مبارك طيلة سنوات حكمة لاسباب لا نعرفها هو ما نراة حاليا فى مصر من فتاوى مخربة للسلام الاجتماعى  والوحدة الوطنية .. ودروشة وتحريض ضد الاخر وقتل وعربدة وفساد وغياب للشفافية وضياع حقوق الضحايا والابرياء .. ناهيك عن التخلف العلمى وتراجع الانتاج الصناعى والزراعى وعدم القدرة على الاعتماد على الذات فى شتى المجلات .. حصاد مليىء بالخيبة والندم لكل ابناء مصر جعلها تتراجع للوراء فى كافة المجالات وتصبح  بلدا اخرا غير مصر التى كنا جميعا نعرفها ونعتز ونفتخر بها ونطلق عليها " ام الدنيا ".

لقد تعجبت عندما قرأت ان الحكومة المصرية شكلت فريق عمل لدراسة احداث مجزرة نجع حمادى والتعرف على افضل الطرق لمنع تكرارها .. اننى ارى فى هذا الامر مضيعة للوقت وضحك على الذقون كما نقول فى مصر لان الصغير والكبير فى هذا البلد يعرف ان الطائفية هى صناعة حكومية محلية خالصة .. وكلنا على يقين ان النظام المصرى الحالى يملك كل الامكانيات من امن وجيش واعلام وتعليم وسلطات تشريعية وقضائية لوضع نهاية للطائفية فى مصر وسفك دماء الابرياء ولكنة لا يريد ولا يشاء رغم مطالب عقلاء مصر والضغوط العالمية لان الطائفية تخدم مصالحة وتمد من بقاءة  فى السلطة .. ويوم يوقف النظام ممارسة لعبة الاديان وفرق تسد  يكون بذلك كتب نهايتة بنفسة  لانة نظام غير ديمقراطى لايملك القدرة على حل مشاكل المصريين ومواجهة تحديات الحاضر والمستقبل .

اخيرا اود اقول لولى الامر فى مصر قبل ان تحاكموا هؤلا الثلاثة قتلة ابناء نجع حمادى كان عليكم ان تحاكموا كل الذين شحنوهم بالسموم وغسلوا عقولهم وملؤها بالكراهية .. حاكموا هؤلاء الذين علموهم وقالوا لهم ان قتل  ابناء وطنهم من الاقباط هو ثواب عظيم عند اللة وعمل وطنى كبير يستحقون علية دخول الجنة دوغروى من اوسع ابوابها بدون سؤال او حساب .
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٧ تعليق