CET 00:00:00 - 24/01/2010

مساحة رأي

بقلم: صبحى فؤاد
قال الرئيس مبارك يوم  الخميس 21 يناير فى مناسبة الاحتفال بعيد العلم:
اننا نسعى نحو مجتمع متطور لدولة مدنية لا مكان فيه للجهل والتعصب والتحريض الطائفى ولا يخلط بين الدين والسياسة والسياسة بالدين ..مجتمع يرسخ قيم المواطنة بالاقوال والافعال ولا يفرق بين مسلمية ومسيحية ..
وفى اشارة عابرة وسريعة للجريمة البشعة التى قتل فيها ستة من الاقباط فى ليلة عيد الميلاد يوم 6 يناير الماضى قال الرئيس مبارك الذى يحكم مصر بقبضة من حديد منذ عام 1981 : ان العمل الاجرامى فى نجع حمادى ادمى قلوب المصريين اقباطا ومسلمين .. وان عقلاء هذا الشعب من مفكرية ومثقفية واعلاميية يتحملون مسئولية كبرى فى التصدى لنوازع طائفية مقيتة تهدد وحدة مجتمعنا وتسىء لصورة مصر .
لا شك ان ما قالة الرئيس مبارك كلام عظيم لا يختلف علية اثنين من المصرين بغض النظر عن دياناتهما او ميولهما السياسية .. نعم كلنا نحلم بمجتمع مصرى متطور لا جهل او تعصب ولا طائفية فية .. مجتمع يفصل الدين عن السياسة ويحترم قيم المواطنة .. نعم كلنا نحلم بمجتمع لا يميز بين المسلم او المسيحى او اليهوى او حتى غير مؤمن لاننا جميعا مصريين .. وقد كتبنا الوف المرات مناشدين سيادتة وبقية القيادة السياسية فى مصر بالعمل على تغير الدستور المصرى الذى يقنن رسميا التعصب والتميز ضد المصرى غير المسلم من خلال مادتة الثانية التى تنص صراحة ان الاسلام دين الدولة والشريعة المصدر الاساسى للقانون المصرى ..

وكم من مرة طالب عقلاء وحكماء المصريين الرئيس مبارك وجميع المسئولين بفصل مؤسسات الدولة عن الدين وتنقية التعليم والاعلام والخطاب الدينى الذى يحتقر دين الاقلية المسيحية ويكفرهم علانية .. وكم من مرات طالبنا بوضع  حد لمظاهر التطرف والهوس الدينى فى مصر الذى يجعلك اذا زرتها اليوم او غدا تتصور انك فى افغانستان ايام الطالبان او فى ايران تحت حكم اية اللة الخمينى او ربما فى السعودية !!
وكم من مرة طالب العقلاء بترسيخ قيم المواطنة واطلاق حرية العبادة والغاء الخط الهمايونى الذى يحول بين بناء كنائس للمصريين المسيحين ويجعل امر ترميم كنيسة على وشك الانهيار او حتى اصلاح تواليت فيها يتطلب قرار جمهورى من رئيس الجمهورية  شخصيا او من ينوب عنة بصفة رسمية !!
وكم من مرة طالب العقلاء الدولة بعدم التميز ضد ابناءها غير المسلمين فى الوظائف العليا سواء فى الجيش او البوليس او الجامعات او الاعلام او البرلمان ..
وكم من مرة طالب الحكماء والعقلاء القيادة السياسة بمعالجة مشاكل الاقباط بطريقة سياسية وعن طريق الحوار والوفاق وليس عن طريق الامن ورجال حبيب العادلى والامن المركزى وجلسات النفاق والرياء بين رجال الدين الاسلامى والمسيحى والتى تنتهى دائما بضياع حقوق المعتدى عليهم وهروب الجناة من العقاب القانونى .

وكم من مرات ومرات بح صوت العقلاء والحكماء مناشدين ومحذرين الدولة من مغبة عدم الفصل بين الدولة والدين ووضع نهاية عاجلة للطائفية فى مصر ولكن للاسف لم يستمع اليهم احدا او يعيرهم ادنى اهتمام كما لو ان المسئولين  وعلى راسهم الرئيس مبارك يريدون لمصر ان يكون حالها هكذا من تخلف وتمزق ودروشة وجهل وصراعات طائفية وفقر وجوع وتراجع فى كافة المجالات.
لقد مضى حوالى 30 عاما منذ تولى الرئيس مبارك  مسئولية الحكم فما الذى منعة طيلة هذة السنوات الطويلة من اتخاذ الاجراءات الدستورية والقانونية الازمة للقضاء على الطائفية فى مصر ؟؟ لماذا غير الدستور المصرى لتسهيل عملية توريث الحكم لابنة اما فيما يتعلق بالطائفية والمادة الثانية فكان رفضة قاطعا ؟؟
ولماذا سمح للاخوان المسلمين رغم الادعاء بانهم محظورين ب 88 مقعد من مقاعد مجلس الشعب المصرى بينما لم يسمح بنجاح سوى قبطى واحد فى نفس الانتخابات ؟؟ ولماذا لم يشارك الاقباط ولو مرة واحدة منذ تولية السلطة حتى الان فى اعيادهم اومناسباتهم الدينية فى نفس الوقت نراه يهدى بنفسة سنويا الجوائز المالية لحفظة القران ويشارك المسلمين فى كافة اعيادهم ومناسباتهم الدينية رغم ادعاءة بانة رئيس كل المصريين ولا يفرق بين مسيحى او مسلم ؟؟
اننى اقولها بكل صراحة لقد كان عهد الرئيس مبارك الاكثر دموية وعنفا واضطهادا ضد الاقباط والمعتدلين المصريين المسلمين .. والاكثر تطرفا دينيا ليس فقط ضد الاقباط وانما ضد كل ما هو مصرى اصيل ..

اننى امل واتمنى ان اسمع من الرئيس مبارك او احد مساعدية مالذى فعلة من اجل القضاء على كابوس الطائفية فى مصر ؟؟ وما الذى يمنعة حاليا من اتخاذ قوانين اصلاحية وتغيرات دستورية تحقق العدل والمساواة لجميع المصريين من اقباط ومسلمين ؟؟ والى متى يستمر فى انكار حقوق الاقباط والادعاء بعدم وجود مشاكل او تميز او تعصب من قبل الدولة ضدهم ؟؟
اننى ارى انة ليس من الحكمة او العقل او المنطق ان يطالبنا الرئيس مبارك بالانتظار 30 سنة اخرى لكى توصلنا مساعية لتحقيق مجتمع مدنى عادل متطور غير متعصب فى مصر ... كما انة ليس من المعقول ان يقوم بغسل يدية بهذة البساطة - بمجرد ان يقول خطبة فى احتفال للمعلمين - من مسئولية ما حدث فى مصر من مجازر واعتداءات ضد الاقباط وعدد من المسلمين المعتدلين  منذ ان جلس على مقعد الحكم والى الان والاكتفاء بالقاء اللوم والمسئولية على عاتق الاخرين وبصفة خاصة المفكرين والاعلاميين والمثقفين !!

استراليا
Sobhy@iprimus.com.au

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٩ تعليق