أكد نيافة الأنبا مكاريوس أسقف المنيا وتوابعها، في بيان رسمي صادر عن المطرانية حول الأحداث الطائفية التي شهدتها قرية زكريا بالمنيا، انه في سياق أعمال العنف والاحتكاك الطائفي الذي تشهده محافظة المنيا، نشبت خلافات بين السكان المسيحيين والمسلمين منذ ثلاثة أيام في "قرية زكريا" والتي تقع على بعد ثمانية كيلومترات من مدينة المنيا.

 

هذا ويبلغ عدد سكانها أربعة آلاف نسمة نصفهم من المسيحيين، وذلك على إثر اتهام إحدى الأسر المسلمة بالقرية لـ(ك. ث. ص. 22 سنة) بالتعدي على (و. 22 سنة)، مما أثار أهالي القرية من المسلمين والذين تجمعوا حيث تسكن أسرة الشاب، وقاموا باقتحام محلاتهم ونهب محتوياتها من الموبيليا والأجهزة المنزلية، وتدميرها، ثم دمروا مخزنًا ملاصقًا للأجهزة الكهربائية، كما قاموا بحرق سيارة تاكسي تملكها العائلة.

 

ووصلت قوات الأمن إلى هناك لحفظ النظام، ولكن مكبرات الصوت انطلقت لتحرِّض على الفتنة، ومن ثَمّ جال المتشدّدون من السكان في شوارع القرية يقذفون منازل الأقباط بالحجارة منادين بالانتقام. وتم عقد جلسة مصالحة بحضور ممثّلين عن الأمن، تقرّر فيها أن يدفع الشاب مبلغ ثلاثمائة ألف جنيه، بينما تدفع الفتاة مئة وخمسين ألفًا (لأنها ذهبت معه بإرادتها)، ولكن ولأن الفتاة فقيرة لا تستطيع دفع المبلغ فقد قرروا خصم المبلغ من غرامة الشاب.

 

ولما عبّر الأخير وأسرته عن إحساسهم بالظلم، قرّر المحكِّمون طرد الشاب وإخوته الخمسة خارج القرية في واحدة من عمليات التهجير التي يتعرض لها الأقباط في مصر.

 

هذا وقد تم القبض على الإخوة الستة للتحقيق معهم، بينما يجوب الأهالي القرية الآن هاتفين ضد الأقباط، مطالبين بحرق كنائسهم ومنازلهم ومحلاتهم.

الجدير بالذكر أنه تسود القرية الآن حالة من التوتر الشديد، والذي بدأ في أن ينتقل إلى القرى المجاورة، والتي من الممكن أن تشترك في أعمال عنف.