الأقباط متحدون - الوطن ما بين الإرهاب و الغباء الثوري
أخر تحديث ٠٥:٠٧ | الاربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠١٣ | ١٦ كيهك ١٧٣٠ ش | العدد ٣٠٥١ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الوطن ما بين الإرهاب و الغباء الثوري

بقلم: رباب كمال
مشاهد محزنة لأشلاء آدمية متناثرة و دماء على الأسفلت و في الخلفية مبنى متصدع من جراء انفجار شديد .. للوهلة الأولى اعتقدت أن تلك المشاهد من سوريا أو العراق.  
 
المشاهد جاءت من  قلب المنصورة بعد تفجير مديرية أمن الدقهلية و الذي نتج عنه العشرات من القتلى و الجرحي و انهيار جزئي لمبنى المديرية . الحادث الارهابي ليس الأول و لن يكون الأخير خاصة مع موعد اقتراب الاستفتاء على الدستور .  
 
لربما كانت هناك مرحلة هدوء وقتي عقب  عزل مندوب الاخوان في رئاسة الجمهورية أو الحاكم بأمر المرشد " مرسي  العياط " الا أنه كان بالتأكيد الهدوء الذي يسبق العاصفة . 
 
مصر في مهب جماعة إما أن تحكم المصريين إما أن تقتلهم ... و لكم في كتاب " معالم في الطريق " للارهابي  الأعظم " سيد قطب  " عبرة لما قد يحدث إن تمكن الإخوان يومًا من الحكم ..ألف لا رحمة علية !! 
 
و يخيل إلينا أن المعركة مع جماعة فاشية ومن يؤازرها من أخواتها أصحاب مشروع الخلافة الوهمي لكن الحقيقة أن معركتنا كانت مع الغباء الثوري  !
 الغباء ليس حكرًا على أناس بعينهم .. كنا ننتقد غباء نظام ما قبل يناير و كانت سياسات الإخوان محل نقد لاذع حتى أن ما يتردد في الأوساط السياسية و الحزبية هو أن الإخوان رحلوا بعد صراع طويل مع الغباء ، لكن ما فاق كل تخيل و تصور كان الغباء الثوري أو بالأحرى الغباء باسم الثورة . 
و أخشى أن ترحل ثورة 25 يناير بعد صراع مشابة وتحتم علينا الأمور ان نعترف بأن إكرام الميت دفنه  .. الإخوان آخر من نزلوا الميدان وأول من جلسوا على الكراسي و استخدموا الثوار وقودًا لخلع النظام . 
 
لقد تعالت صيحات الثوار ضد المجلس العسكري على اعتبار أنه قام بتسليم البلاد للاخوان  بالرغم أن دعوات المقاطعة للانتخابات الرئاسية 2012 انطلقت من أصحاب الحناجر الثورية ..والأدهى من ذلك تبرير انتخاب مرسي على أنه اختيار في صالح الثورة وهكذا كانت ثورة عاصري الليمون . 
 
من منا ينسى الطبيبة ذات التنورة القصيرة التي دعمت العياط وكاتب الروايات الذي دعمهم ثم انتهى الأمر بأن ضربوه شر ضرب و في رواية أخرى "أخذ  علقة سخنة "  ، ناهيك عن ثوار دعموا الاخوان و دفعوا  حياتهم ثمنًا لأخطائهم الباهظة ..ووصل الإخوان الحكم على طريقة النازي الذي جاء بالانتخاب و انقلب على الديمقراطية و بدأ نضالًا شعبيا انتهى بازاحتهم عن الحكم.  
 
اعتقدنا خطئًا أن " الينارجية  " تعلموا الدرس و لكن لا حياة لمن تنادي .. يعاودون الكرة مرة أخرى فيدخلون في صراعات مع الجيش و الشرطة باسم الثورة  و الدفاع عن النشطاء أصحاب التسجيلات المسربة .. فالاشكالية ليست في المضمون و لكن في كيفية حصول الاعلام علي التسجيلات السرية !!  
 
ولا تخلو هذه الخلطة من المسئولين أصحاب الأيادي المرتعشة الذين لازالوا يتباحثون كيفية دعم المصالحة الوطنية.  ثم نتساءل لماذا سأم الشعب من شعار الثورة مستمرة ! 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter