أوباما يبحث مع مجلس الأمن القومي حادث الماليزية المنكوبة
وسط تأكيدات بأن الطائرة الماليزية المنكوبة أسقطت بصاروخ أرض ـ جو، حاولت موسكو تبرئة الانفصاليين الروس من الحادث، وقالت إنه ربما كانت طائرة بوتين هي المستهدفة.
نصر المجالي: أعلن البيت الأبيض أن الرئيس باراك اوباما تحدث إلى وزير الخارجية جون كيري وأعضاء كبار في فريقه للأمن القومي، الخميس، بشأن حادث إسقاط طائرة ركاب ماليزية فوق أوكرانيا.
وأجرى اوباما الذي يقوم برحلة لجمع التبرعات للحزب الديمقراطي مكالمات هاتفية منفصلة بعد وصوله الى نيويورك. وقال البيت الأبيض: "أحيط الرئيس علمًا بجهودنا المتواصلة لدعم حكومة أوكرانيا وتحقيق دولي فوري في ما حدث".
واضاف قوله: "أمر الرئيس فريقه للأمن القومي بمواصلة عرض أي مساعدة لازمة لدعم الجهود الدولية للوقوف على حقيقة ما حدث". وكان بين المشاركين في المحادثة مع فريق الأمن القومي جون برينان مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية، وكبير موظفي البيت الأبيض دنيس ماكدونو، ونائبة مستشار الأمن القومي ليزا موناكو.
أُسقطت ولم تسقط
ومن جهته، قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينمايز إن الأدلة الأولية تشير إلى أن طائرة الركاب الماليزية الرحلة MH17 التي سقطت في أوكرانيا يوم الخميس من المحتمل أنه تم إسقاطها. وقال اثناء زيارة الى مكسيكو سيتي "للوهلة الأولى يبدو أن مؤشرات كثيرة تدل على أن الطائرة لم تسقط وإنما أسقطت". واضاف قوله إن عواقب الحادث ستتوقف على السبب الذي أدى إلى وقوعه.
بوتين مستهدف
وفي موسكو، قال مصدر في هيئة الطيران المدني الروسية أن الطائرة الماليزية تحطمت بعدما مرت بنفس النقطة التي وصلتها بعد حوالي 35 دقيقة، الطائرة التي عاد الرئيس بوتين عليها إلى العاصمة الروسية موسكو من جولة في بلدان أميركا اللاتينية، وذلك قرب مدينة وارسو البولندية على ارتفاع 10100 متر.
وقال المصدر إن ملامح طائرة بوتين، وهي من طراز "إيل-96-300"، تشبه ملامح طائرة "بوينغ 777". واعتبرت مصادر إعلامية أن ما كشف عنه المصدر في الطيران المدني قد يكون دليلاً على أن صاروخاً، إن كان هناك أي صاروخ، استهدف طائرة بوتين.
مسؤولية أوكرانيا
وعبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن اعتقاده بأن مسؤولية الحادث المفجع تقع على عاتق الدولة التي حلقت الطائرة المنكوبة فوق أراضيها، مشيراً إلى أن هذه الأراضي تشهد قتالاً. وشدد بوتين على ضرورة إجراء التحقيق المستفيض، وحمّل كييف مسؤولية سقوط طائرة الركاب الماليزية الذي أودى بحياة 295 شخصاً، هم ركابها وأفراد طاقمها، يوم الخميس 17 يوليو/تموز.
وفي اجتماع مع مسؤولين حكوميين، أشار بوتين إلى أن هذه المأساة ما كانت لتقع لو "ساد السلام في هذه الأرض ولو لم تستأنف العمليات القتالية في جنوب شرق أوكرانيا". وأوعز بوتين للحكومة الروسية ببذل كل الجهود الممكنة للتوصل الى الصورة الموضوعية للكارثة، كي تكون هذه الصورة واضحة بالنسبة للمجتمع الروسي والمجتمع الأوكراني وللعالم كله.
وذكر بوتين أنه قد أعطى تعليمات للأجهزة العسكرية الروسية بتقديم "المساعدات المطلوبة في تحري هذه الجريمة".
وقف إطلاق النار
إلى ذلك، حث البيت الأبيض روسيا والانفصاليين الموالين لها وأوكرانيا على تأييد وقف فوري لإطلاق النار للسماح بالوصول الآمن وغير المقيد لموقع سقوط طائرة ركاب ماليزية. وقال جوش ارنست المتحدث باسم البيت الابيض في بيان "من الضروري أن يجري تحقيق دولي كامل وموثوق به وبلا قيود في اسرع وقت ممكن".
وقال ارنست إن دور منظمات دولية مثل الأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في اوروبا ربما يكون مهمًا في جهود التحقيق. وأضاف أن الولايات المتحدة ستكون على اتصال مع الاطراف المعنية خلال الساعات والأيام المقبلة.
وقال "من الحيوي ألا يتم التلاعب بالأدلة بأي طريقة وألا تلمس جميع الأدلة المحتملة والبقايا في موقع التحطم".
وكان البيت الأبيض قال إن الرئيس الأميركي باراك اوباما ونظيره الأوكراني بترو بوروشينكو شددا في محادثة هاتفية يوم الخميس على أن كل الأدلة من الطائرة الماليزية التي اسقطت يجب أن تبقى في أوكرانيا حتى يطلع عليها المحققون.
وقال البيت الأبيض في بيان عن المحادثة: "رحب الرئيس بوروشينكو بمساعدة محققين دوليين لضمان تحقيق شامل وشفاف في موقع الحادث. وأكد الرئيس أوباما له أن خبراء أميركيين سيعرضون كل مساعدة ممكنة على الفور".
واضاف البيان: "شدد الرئيسان على ضرورة أن تبقي كل الأدلة من موقع الحادث في مكانها على ارض اوكرانيا حتى يتمكن محققون دوليون من فحص كل جوانب الكارثة".
بوتين ـ أوباما
وكان الرئيس الروسي بحث مع نظيره الأميركي باراك أوباما في حديث هاتفي حادث تحطم الطائرة الماليزية. وجاء في بيان المكتب الإعلامي للكرملين أن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أخبر الرئيس الأميركي باراك أوباما بالمعلومات التي وصلته قبل بدء المكالمة الهاتفية عن تحطم الطائرة الماليزية في سماء أوكرانيا".
وكانت الطائرة التابعة للخطوط الجوية الماليزية من طراز "بوينغ 777" تحطمت أمس الخميس في سماء أوكرانيا أثناء قيامها برحلة من هولندا إلى ماليزيا. وسقط حطامها قرب بلدة سنيجنويه في منطقة تشهد معارك ضارية بين الجيش الأوكراني وقوات الانفصاليين الموالين لروسيا في ما تقول موسكو إنها جمهورية دونيتسك الشعبية، وهي الجمهورية التي أعلنها محتجّون رفضوا البقاء تحت سلطة العاصمة الأوكرانية كييف.