الأقباط متحدون - سليمان أبا الخيل!
  • ١١:٠٠
  • الثلاثاء , ٦ ديسمبر ٢٠١٦
English version

سليمان أبا الخيل!

مقالات مختارة | حمدي رزق

٢٨: ١٠ ص +02:00 EET

الثلاثاء ٦ ديسمبر ٢٠١٦

حمدي رزق
حمدي رزق

لمن لا يعرفه هو عدو الإخوان سليمان بن عبدالله بن حمود أبا الخيل، من مواليد محافظة «البكيرية»، منطقة «القصيم» عام 1381 (55 عاماً)، شغل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة، وقبلها شغل منصب مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

«أبا الخيل» حاصل على الدكتوراه فى الفقه المقارن من المعهد العالى للقضاء جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وحاصل على الماجستير فى الدعوة والاحتساب، وحاصل على بكالوريوس فى الشريعة، وللدكتور سليمان أبا الخيل عشرات من الكتب الفقهية.

واستشاط الإخوان غضباً، وطفقوا يفسفسون ويغردون استنكاراً لقرار خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز ضم العلّامة الدكتور سليمان أبا الخيل للتشكيلة الجديدة لهيئة كبار العلماء فى المملكة التى التأمت الجمعة الماضى.

سرعان ما استيقظت خلاياهم النائمة، وبرزت أنيابها الزرقاء تنهش فى لحم «أبا الخيل»، وتهيل التراب على غترته، فقط لأنه قال فيهم ما هو معلوم بالضرورة، ولم يختن نفسه فى المضاجع الإخوانية، ولم يتجنبهم فى طرقات جامعة الإمام، بل تصدى لهم وواجههم، ووقف كالطود الشامخ يذود عن الحياض ضد أطماعهم فى الخلافة التى برزت بعد وصول جماعتهم الأم إلى الحكم فى مصر.

ليس بجديد على أسماع الإخوان، الفيديو الذى يحوى رأى «أبا الخيل» فى الإخوان وأردوجان يشيّر تشييراً رهيباً، «أبا الخيل» يراهم عراة من ورقة التوت تسترهم، يراهم جيدا، وقال فيهم قولاً بليغاً «الإرهاب الذى عانى منه المسلمون وغيرهم فى كل الأوطان يعود إلى جماعة الإخوان، إنهم أساس هذه الأفكار».

واتهمهم «أبا الخيل» بتفريخ الفئات الضالة، وباستخدام الدين غطاءً، وإلباس تصرفاتهم عباءة الشرعية وتمريرها بمصطلحات وشبهات يظنها الناس ديناً حتى صارت قاعدة التعاطف عريضة بسبب هذا الاستخدام المؤدلج.

ووصفهم بـ«الجماعة الأم التى فرّخت التنظيمات الإرهابية، والباحث المطلع على فكر هذه الجماعة منذ تأسيسها على يد مؤسسها حسن البنا (1928م) ومروراً بجماعة (التكفير والهجرة)، التى خرجت من رحمها وتشكلت من أبنائها، وحتى (جبهة النصرة) و(داعش) والجماعات التى تجرف شبابنا إلى ما يسمى ميادين الجهاد، يجد أن صلتها بتلك الجماعة وثيقة وأنها تفرعات لهذه الجماعة بصورة أو بأخرى».

وقال فيهم: «الإخوان يغذون الفكر الأممى بصورته المنحرفة التى لا تعرف الانتماء الوطنى وتدمر المواطنة وتجعل الانتماء للأحزاب والتنظيمات على حساب الوطن وولاته. كما اتهمهم بالتشويش والإرجاف والفتنة واستحلال الكذب للوصول إلى مراميهم. ورغم ما يعلنونه من براءتهم من التكفير، إلا أن الواقع يؤكد صلتهم بهذه الأفكار، وخصوصاً المبادئ التى أعلنها مؤسس الجماعة والمصطلحات التى تتكرر لديهم من الجاهلية والحاكمية، والأخيرة هى أساس الأفكار التى تبشر بالخلافة وتكون مبطنة بما يسقط شرعية الأنظمة ويضلل الناس».

الإخوان السعوديون لا يغفرون لـ«أبا الخيل» مطاردة فلولهم فى جامعة الإمام، ولا ينسون لـ«أبا الخيل» هجمته على تحالفهم البغيض مع والى تركيا أردوجان، و«أبا الخيل» الملقب بـ«عدو الإخوان» يأتى على رأس قائمة سعودية مستهدفة إخوانياً.

«أبا الخيل» ليس أولهم، هاجموا قبل فترة وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، وقبله الأمير نايف، والأمير خالد الفيصل، والشيخ عبداللطيف آل الشيخ، والآن يصبون هجوماتهم على رأس الشيخ سليمان أبا الخيل، يبغون إسقاط كل من يحارب فكرهم، ويسعى لفضح مخططاتهم.

الإخوان يطالبون بتنحية «أبا الخيل» لتوصيل رسالة أن لهم تأثيراً، وإذا لم يحدث فتشويه سمعة «أبا الخيل» هدف، حتى يخشى «أبا الخيل» ويخاف كل من أراد فضحهم وفضح منهجهم، فيخضع لمطالبهم، وهذه طريقة إخوانية قديمة جداً، يفعلها الإخوان فى مصر، ويتبعها أتباعهم فى المملكة.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع