الأقباط متحدون - المسيح يعمل فى القلوب التى تحبه
  • ٠٨:٣٠
  • الثلاثاء , ٦ ديسمبر ٢٠١٦
English version

المسيح يعمل فى القلوب التى تحبه

سامية عياد

مع الكرازة

٠٢: ٠٣ م +02:00 EET

الثلاثاء ٦ ديسمبر ٢٠١٦

6/12/2016
عرض/ سامية عياد

الثبات فى محبة الله دليل على معرفة الله بشكل حقيقى أما التذبذب والتأرجح بين المحبة وعكسها دليل عدم المعرفة الحقيقة لله .. ولكن كيف يكون لنا هذه المعرفة بالله؟..

نيافة الأنبا بنيامين مطران المنوفية فى مقاله "حكمة المعرفة الروحية" حدثنا عن المعرفة الروحية التى هى أساس محبة الله ، فهكذا طلب السيد المسيح منا أن نثبت فى محبته الفائقة المعرفة أى التى ندركها بالروح أكثر من العقل "وتعرفوا محبة المسيح الفائقة المعرفة ، لكى تمتلئوا الى كل ملء الله" ، وهذا النوع من المعرفة يفوق المعرفة العقلية البشرية الى عمل الله فى القلب مما يعطى استنارة وثبات فى محبته لا تتزعزع ، والمعرفة الصالحة تقود الى الحياة الصالحة والإيمان الحقيقى النابع من القلب ، وبذلك يكون الهدف من الكرازة معرفة الحق لا بالكلام أو بالوعظ ، ولا بفلسفة الكلمة ومنطقها فقط ، بل أيضا حسب التقوى أى معرفة روحية عملية قوية يتلامس بها الناس من خلال الحياة وليس فقط من خلال العقل والكلمة المقروءة أو المسموعة.

ويصل الإنسان الى المعرفة الروحية الحكيمة من خلال التوبة المستمرة ومحاربة فخ إبليس ومحاولاته الدنيئة لعرقلة هذه المعرفة الروحية التى تخلص الإنسان من الجهل بالطريق ، والمعرفة الروحية تنجى من المعرفة المؤدية للخطية ، فالخطية تؤدى الى المعرفة التى تفتح العينين على الشر وهذه هى خطورة المعرفة التى بمشورة الشيطان ، هكذا فقد أدم وحواء ثوب الإيمان الصالح بغواية الشيطان فانفتحت أعينهما وعلما أنهما عريانان ، يقول القديس أوغسطينوس "انفتحت أعينهما لا لينظرا وإنما ليميزا الخير الذى فقداه والشر الذى سقطا فيه .. لقد فقدا بالمعرفة النعمة التى حفظت العفة فخجلا من عريهما" .

يقول القديس يوحنا ذهبى الفم : "المسيح يعمل فى القلوب التى تحبه ، الأمينة المتأصلة فى محبته ، فيظلون ثابتين غير متزعزعين ، .. إذ يمتلئون من نعمة المسيح الساكن فيهم ، فيمتلئون الى كل ملء الروح"