إنها أرض "عين شمس" ، التي بات أهلها على موعد مع الرعب والهلع كل جمعة و مظاهرات إخوان الشر تزورهم ومعهم غباوات الجهل والتخلف والقبح والإجرام ، لمصادرة حقهم في العمل أو الاستشفاء أو حتى الاستمتاع بعطلة نهاية الأسبوع ، ليبقى الحي رهينة جماعة الشر ، وانتظاراً لحصاد كل يوم جمعة من سقوط ضحايا ومصابين ، وتحطيم واجهات محلات ونهبها وترويع الأطفال والكبار، والغريب أن تلك الجماعة ثابتة على نهج وخطط تحرك شبه مستقرة أسبوعياً وبغباء استراتيجى فرضته ظروف نسب تواجدهم الفعلي في بعض الأحياء ، ووجود مساجد هي مكان لتجمعاتهم

، لكن الأغرب أن خطط مواجهاتهم لاتُبنى أو تُنفذ استثماراً لتلك الحقائق الثابتة ، ولما تم سؤال الأمن بهذا الخصوص كان الرد غير المفهوم " احنا لاندخل شوارع ضيقة !!" .. ويمكن المقصود بالكلام ده تخوف أن تتحول المواجهة لحرب شوارع ، يستثمرها جماعات "المظلومية" لإدعاء قتل الشرطة لضحايا المواجهات ، ولكن في كل مرة كانت تذهب بنا المواجهات إلى استهداف أهل المنطقة سواء من جاهروا بعدم تعاطفهم مع الفصيلة الإرهابية أو من كانوا من عموم سكان الحي للأسف !!
 

لكن الجمعة الأخيرة كانت فعلا الأصعب .. إنها" الجمعة الحزينة " ، هكذا وصفها أهالي  "عين شمس" ، عندما سقط على أرض المعركة التي شنها الخونة الجمعة دي الصحفية الشابة " ميادة" ، بعد أن تم تصويب الرصاص لرأسها ببشاعة لأنها "إعلامية" ، و كمان الشابة "ماري" اللي تم شدها من عربيتها ، وهاتك يا طعنات نافذة لأنها "مسيحية" ، وسواء ثبت أن القاتل إخوانياً أو غير ذلك ، فعلى الأقل هم من يشنون مثل تلك المعارك كل أسبوع بمسمى مظاهرات سلمية ضد الانقلاب .. والمحصلة كل جمعة دماء تسيل على أسفلت الشوارع بالنكهة السلمية التي هي منهج أصيل للإخوان كما يؤكد ذلك شيوخ الإخوان اللي انشقوا ، ولكنهم بوصايا المعلم الأكبر" البنا" وتابعه الأشرس "سيد قطب" متمسكون ، وينتظرون مواصلة ذلك الفصيل الإرهابي مشواره ، وتستضيفهم كل القنوات ، ويكتبون في كل الصحف ويتمنوا ليهم الرضا يرضوا عليهم ويشرفوهم في الاستوديوهات والكتابة في صحفهم ، لتدشين انطلاقة جديدة لأهم حركة دعوية سلمية واللي مش عاجبه يطق يموت ، الناس دي بتبيع وبتجيب دخل !!!
 

لقد طرطشت دماء "ميادة" و"ماري" جدران بيوت الطيبين في "عين شمس" مختلطة ، تُشين وتُشير بأصابع الاتهام كل من حرض وأيد ومول وروج إعلامياً لهؤلاء الكذبة ومعاركهم الأسبوعية ..
 

أما عن موقف الكنيسة ، فكان الاكتفاء بما جاء في الخبر التالي الذي نشر على الموقع القبطي الأكثر أهمية للمواطن المصري حتى كتابة تلك السطور ــ نصاً " قال الأنبا رافائيل – سكرتير المجمع المقدس – تعليقًا على مقتل "ماري جورج" على أيدي عناصر جماعة الإخوان المسلمين  "يا بختك يا ماري يا حبيبة المسيح.. مزقوا جسدك بسبب الصليب.. لكنهم خدموكي أعظم خدمة ومنحوكي أسمى شرف بنوال إكليل الشهادة". يذكر أن عناصر من جماعة الإخوان قاموا بخنق "ماري جورج" وطعنها بآلات حادة بعد أن شاهدوا الصليب في سيارتها، وذلك خلال مسيرة لهم أمس، الجمعة، في عين شمس".,
 

حول حادث قتل "ميادة" التي شغلت كل وسائل الإعلام وذهاب الكاميرات لبيتها في المنوفية ، والحدث يستحق كل تلك المتابعات ولكني أتوقف عند الأخبار التالية "قام الدكتور مدحت نجيب رئيس حزب الأحرار، بتشكيل وفد رفيع من قيادات الحزب لتقديم واجب العزاء في  شهيدة الصحافة المصرية، والتي راحت ضحية الإرهاب الإخواني في اشتباكات الإخوان مع الشرطة في عين شمس أمس الجمعة. ، وكذلك تقديم العزاء إلى أسرة جريدة "الدستور" التي كانت تنتمي الشهيدة إليها.وأكد رئيس الحزب ، أنه سيطالب نقابة الصحفيين بتكريم الشهيدة التي قتلت غدرًا، وهي تقوم بأقدس عمل وهو نقل الحقيقة. إن حزب الأحرار سيطلب من مجلس نقابة الصحفيين اتخاذ قرار بمنح الشهيدة العضوية الشرفية للنقابة ..وكمان الخبر ده " قرر رضا ادوارد "رئيس مجلس إدارة جريدة الدستور" استمرار المكافأة الشهرية التى كانت تتقاضاها الشهيدة "ميادة أشرف" الصحفية بالموقع مدى الحياة، مع منح أسرتها مكافأة خاصة؛ وذلك عرفانا بما قدمته لموقع وجريدة الدستور حتى اغتيالها على أيدي الجماعة الإرهابية بمنطقة عين شمس، أمس الجمعة " ..
 

إليكم جميعاً مؤسسات وأحزاب سؤال ، كنتم فين من تدريب وإعداد شابة واعدة على الحضور المهني في مثل تلك الأحداث حفاظاً على حياتها ، بعد أن قدمت أمثلة رائعة للمهنية في مناسبات سابقة ؟!
 

لماذا تلك المعاناة لتثبيت الشباب المجتهد مهنياً في بيوتهم الصحفية ؟ ، ليه العذاب ده في الحصول على عضوية النقابة لأمثال تلك " الميادة " الرائعة " رحمها الله رحمة واسعة ؟!  
 

ولكن ( ومن قبيل التخفيف على القارئ من وطأة حزننا لفقداننا "ميادة" و"ماري" ) أقر أنا المواطن فلان الفلاني وعلى مسئوليتي عن عظيم امتناني بشكل شخصي بمن فازوا برئاسة النادي الأهلي العتيد ، ليبتعد شبح اللي في بالنا عن ذلك الصرح الرائع .. " فاز محمود طاهر بمنصب رئيس النادي الاهلى بفارق كبير عن منافسه المباشر ابراهيم المعلم فى انتخابات النادي الأحمر التى اقيمت الجمعة ،وحصل طاهر على 12465 صوتاً بنسبة 70.3% فى مقابل 4982 صوت بنسبة 29.7% للمعلم فى الإنتخابات التى حضرها 17986 عضواً يحق له التصويت " إنهم أنفسهم يقصون حتى في نوادي الرياضة . ..