إذا أردت الآن أن تُسقط مرشحاً فى أى انتخابات، سواء نقابات أو أندية أو هيئات تدريس أو حتى انتخابات مجلس إدارة عمارة، ما عليك إلا أن تشير على المرشح وتصرخ: «إخوان»، أو على الأقل اهمس فى أذن الناخب: «على فكرة أنا شفته مرة بيسلم على، أستغفر الله العظيم، واحد من بتوع «الإرهابية» أو بيدعو ببجاحة للمصالحة»،
وهذا يثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن هذه الجماعة الإرهابية قد صارت جرسة لكل من يلتصق بها وفضيحة لكل من دافع عنها ومنحها الثقة ذات يوم، ويثبت أن هذه الجماعة دُفنت فى مقابر الصدقة وأنها خرجت من قلوب المصريين إلى غير رجعة، بل وألقى المصرى مفتاح الصلح والحوار فى المحيط حتى لا يفكر عابث فى طرح هذا المصطلح السخيف الذى اسمه «المصالحة» مرة ثانية،
ما حدث مع المهندس «إبراهيم المعلم» فى انتخابات الأهلى ليس مجرد خسارة فى معركة انتخابية، بل هو خسارة لكل من ظل يراهن على أن الإخوان من الممكن أن يسامحهم المجتمع المصرى، ما حدث يثبت أنه بات من الصعب أن تضحك على المصريين ولو كنت تمتلك ماكينة إعلامية ضخمة ظللت لمدة شهر قبل الانتخابات تُقسم من خلالها بأنك لست من الإخوان ولكن ذهبت كل جهودك أدراج الرياح،
فالمواطن المصرى يعرف جيداً أن هناك صحيفة صارت هى الناطق الرسمى لمكتب الإرشاد المنحل والتطور الطبيعى لمنصة رابعة والبديل الورقى لحزب الحرية والعدالة، كشف المواطن المصرى اللعبة فلا يمكن لمن استكتب ويستكتب إخوانيين بشرطة وإخوانيين متقاعدين وإخوانيين بحظاظات وسينيهات أن يستمر فى خداعهم مهما حلف وأقسم وأرغى وأزبد، ولا يمكن أن تختار الجارديان القطرية اللندنية مترجماً غير إخوانى لها، ليس مهماً أن تكون إخوانياً حتى تسقط فى الانتخابات لكن المهم ألا تكون لك علاقة بهم أصلاً ولا تدافع عنهم، هذه هى شروط الناخب المصرى القاسية الصارمة الآن، وهذا هو المزاج المصرى الوطنى الذى صنعته مشاهد الدم والإرهاب الإخوانية.