الأقباط متحدون - الشك والتشكيك
أخر تحديث ١٢:٠٨ | الأحد ٢ فبراير ٢٠١٤ | طوبة ١٧٣٠ ش ٢٥ | العدد ٣٠٨٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الشك والتشكيك

كريمه كمال
كريمه كمال

 الشك هو سيد الموقف فى هذه اللحظة، التى تخوض فيها مصر حربًا بمعنى الكلمة.. أما أسباب الشك فهى عديدة، وإن كان يأتى على رأسها عاملان أساسيان الأول هو تاريخ طويل من تزييف الواقع، وثانيهما الأداء المبالغ فيه لبعض من يتصدرون الصورة الآن، مما يؤثر بشكل كبير على مصداقية كل ما يجرى والأهم كل ما يقال، ويتم الترويج له.. البعض يتهم الإعلام بأنه روج للسيسى، والواقع أن ما روج للسيسى هو أداء الإخوان أنفسهم وعنفهم ضد المصريين، والأهم ما روج للسيسى أصلا هو انحيازه للكتلة الأكبر من المصريين، التى أرادت الخلاص من الإخوان، فحقق لهم السيسى ما أرادوا، ولا يمكن لنا أن نتجاهل أنه وقبل أن تأتى نهاية يونيو لم يكن هناك حوار للمصريين يخلو من السؤال الخالد وقتها ألن يتدخل الجيش للخلاص منهم؟

 
وهكذا لم يكن للإعلام الكلمة الأولى فى الترويج للسيسى، لكن هذا لا يلغى أبدا أن أداء الإعلام، كان وما زال، بعيدا تماما عن المهنية فى الأغلب الأعم منه، وسيطر عليه بشكل عام الأداء «الأوفر» أو المبالغ فيه، خاصة مع اعتلاء العديد ممن يحسبون على الأمن المنصات الإعلامية حتى وصل الأمر إلى التسريبات والفيديوهات، لكن هل كان الأداء الأوفر مقصورا فقط على الإعلام؟ أم أن كل الأداءات فى المشهد السياسى الآن أصابتها لعنة المبالغة حتى وصل الأمر إلى تشكك كل منا فيمن ينتمى للإخوان من المجاورين له فى المنزل أو العمل، حتى وصل الأمر بزوج للإبلاغ عن زوجته بأنها من الإخوان، وسافرت إلى إنجلترا للترويج لهم، وعادت لتعمل على التحريض ضد مصر، كما وصل الأمر بأم للإبلاغ عن ابنها بأنه ينتمى لحركه ٦ إبريل.. اسألوا أنفسكم كم من أصدقاء قمتم بعمل «بلوك» لهم من صفحتكم على الفيس بوك، لأنهم يخالفونكم الرأى..
 
لقد صارت المبالغة هى قانون كل ما يجرى فى مصر، بل إن تأييد السيسى يشهد الكثير من المبالغة، وقد كتب صديق على الفيس بوك مخاطبا السيسى بقوله «الأفورة تجيب ورا»، والواقع أن المبالغة تفعل العكس تماما مثل الحديث عن موقف النساء منه، وما ردده رئيس الوزراء نفسه، بل الأمور وصلت إلى أن يخرج أحد أساقفة الكنيسة ليعلن عشقه له، بل تصل الرغبة فى التأييد لخروج البعض على القنوات، للحديث عن أن مذبحة ماسبيرو كانت بفعل «حماس» وغيرها من العناصر الخارجية، وراح فيها عدد كبير من قوات الجيش..
 
وعلى الجانب الآخر يبدو الرفض مبالغا فيه أيضا، والشك فى كل ما يطرح يتصاعد، وفى الوقت الذى تنظر فيه المحكمة قضية الهروب من السجون، واقتحامها يخرج البعض على النت ليدلى بشهادته حول رؤيته بعض المساجين بعد أن أجبروا على الهرب من السجون على أيدى «الداخلية».. لا شىء بعيدا عن الشك والتشكيك فى كل ما يدور ويجرى، بل كل ما دار وجرى.. الشك والتشكيك والقصة والقصة المضادة لها هى الحالة المسيطرة ليس فقط على الفضاء الإلكترونى وحده، بل على الأداء الإعلامى والسياسى فهى لحظة إعادة بناء النظام السياسى، حيث تحتشد كل المصالح والأجندات، لفرض ما تريد، وما تسعى من أجله، لذا فالموقف لا يحتاج كل هذا الصراخ، وكل هذه المبالغة، بل يحتاج للصدق وللحقائق الموثقة أكثر من الزفة الكدابة، التى تنفر أكثر مما تقنع.

نقلا عن المصري اليوم

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع