بقلم : أنطوني ولسن / أستراليا
عندما إجتمع الشعب المصري في يوم 25 يناير 2011 في ميدان التحرير وجميع ميادين الجمهورية لأعلان ثورتهم ضد نظام مبارك والأصرار على رحيله .
كانت هي ثورة شعب بدون أي نقاش أو تداخلات من أحد ومحاولة تشويه إنتفاضة أمة مطالبة برحيل رأس النظام الذي شاخ وفسد .
تطايرت الشائعات يمينا ويسارا حول هذه الحقيقة وقالوا عن الشباب وثورته أكثر مما قاله مالك في الخمر . صدق من صدق ، ودافع من دافع ، وأنتهز من إنتهز ليركب الموجه التي بدأت تظهر على حقيقتها لاحقا على أنها هي جماعة الخونة الأجيرة التي تنفذ مخطط الشيطان الأميركي والغبي الأوربي الذي يظن بتولي تلك الجماعات سدة الحكم وإدارة البلاد يأمنون شرهم ولتذهب مصر وسوريا وجميع المنطقة العربية إلى الجحيم لأن الجماعة ستكون طوعهم ولا تفكر في إحتلالهم " كما هو الحال بالفعل الأن" . غباء الشبعان الذي ينظر إلى البسطاء والفقراء نظرة تعالي وتكبر ولا يهتمون بهم ، ولتذهب شعوب هذه المنطقة بمسلميها ومسيحييها وشيعتها وجميع أطيافها إلى الجحيم .
للوصول إلى ما نبتغيه لمصرنا الحبيبة يجب أن نكون أمناء في عرض الأمور . يجب أن تكون لدينا القدرة على مواجهة أنفسنا كمواطنين مصريين بكل صراحة وشفافية ونقول للمخطيء أنه أخطأ .
نعم نقول للمخطيء أنه أخطأ ، وإلا ما كنا قد وصلنا إلى ما وصلنا إليه حتى هذه اللحظة لو أننا تغاضينا عن أخطاءه .
أهملنا العودة إلى الوراء لمحاسبة من ساعد على تمكين تلك الجماعة من مصر والشعب المصري الذي قسموه طائفيا دينيا وأهل وعشيرة متجاهلين بقية أبناء مصر الذين صنفوهم فلول أو أعداء مصر من نصارى وشيعة ونوبيين وحاولوا شراء ذمم أهل سيناء المصريين لتكون لهم الذراع الذي يضربون به مصر والشعب المصري .
مما لا شك فيه أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة قد أخطأ خطأً فادحا عندما :
**أولاً.. سمح بعودة كل من كانت عليه أحكام جنائية وفرهارباً خارج مصر بالعودة وممارسة حياته العادية والأندماج مع المجتمع دون أخذ الحيطة من ميولهم وإتجاهاتهم السلفية أو الأخوانية أو غيرها من جماعات كفارية متشددة . وقد ظهرت الحقيقة بعد ذلك وفر من فر منهم وتم القبض على البعض منهم .
** ثانياً .. يجب على الشعب المصري بحكومته القادمة أن تحاسب من كان في موقع إدارة البلاد من أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة ومحاسبتهم ومساءلاتهم عن كل ما حدث من أول السماح لهم بتنفيذ مآربهم إلى تولي سدة الحكم . يبريء البريء ويحاكم من تخاذل في حق مصر.
** ثالثاً .. 25 يناير هو يوم الشرطة ، وقد حاول أعداء مصر من تفتيت قدرة وعظمة الشرطة المصرية ، كما حاولوا أيضا مع القوات المسلحة .
عندما نادى شرفاء مصر وهتفوا بسقوط العسكر ، لم يكونوا أعداء لمصر ولا للقوات المسلحة . لكنهم كانوا يريدون محاكمتهم فهم ، سواء تحت تهديد أميركا أو غير أميركا ، أو كانت لهم ميول إخوانية ساهموا في توصيلهم إلى الحكم . في أي حال من الأحوال لقد أخطأوا في حق مصرويجب محاسبتهم . لقد سبق وكتبت عن هذا الموضوع مديناً المجلس الأعلى للقوات المسلحة .
رابعاً .. 25 يناير 1950 يوما مقدسا في تاريخ الشرطة المصرية التي واجهت قوات الأحتلال البريطاني في ذلك اليوم بمدينة الأسماعيلية التي قضت على قوات الشرطة بعد دفاعهم ذلك الدفاع المميت فنالوا شرف الأستشهاد . ووقف قائد القوات البريطانية يؤدي تحية الأحترام لشجاعة وبسالة قوات الشرطة المصرية في مواجهة قوات القوات البريطانية .وقد تم الأعتراف بذلك اليوم عيدا للشرطة المصرية يحتفلون به .
نتمنى أن نستمر في الأحتفال به إلى الأبد . لأن الشرطة هي الدرع الواقي للشعب المصري في الداخل . حقيقة أن الشرطة أصابها فيروس الفساد كما أوضحه فيلم " هي فوضى " للراحل يوسف شاهين . ومن عجائب الزمن أنه عُرض هنا في سيدني " الفيلم " وعندما سمعت بذلك ذهبنا زوجتي وأنا لمشاهدته في إحدى كبريات دور العرض في سيدني . الغريب هنا أن قاعة العرض تتسع لأكثر من 500 مقعد ولم يكن بالقاعة سوانا ، هي وأنا ومشاهد أسترالي جا ليسألني عن لغة هذا الفيلم ، وعندما أخبرته خرج إلى قاعة أخرى وبقينا وحدنا طوال عرض الفيلم .
يجب علينا عندما نحتفل يوم السبت 25 يناير 2014 أن نشكر القائمين على إدارة شئون البلاد بما فيهم وزارة الداخلية والمجلس الأعلى للقوات المسلحة ، ومن الطبيعي رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء التي نتمنى تغيرها عاجلاً بدلاً من آجلاً .
لقد بدأت مصر في إستعادت مكانتها التي تستحققها . وبدون شك ستكتمل قوتها بقبول الفريق أول عبد الفتاح السيسي تولي المسؤلية كاملة لإدارة شئون مصر والمصريين ، فهو الأمل لكل مخلص لمصر بعد الله .
عاشت مصر حرة مستقلة .. وعاش الجيش مع الشرطة والقضاء المصري الثالوث الأمين لحماية مصر والشعب المصري .
سيدني في 23 يناير 2014 .